‫الرئيسية‬ مقالات الرياضة والنشاطات البدنية ضرورية لصحة دماغ أفضل
مقالات - 11/09/2017

الرياضة والنشاطات البدنية ضرورية لصحة دماغ أفضل

غالبا ما يُنظر للنشاطات الرياضية على أنها وسيلة للحفاظ على صحة الجسد فقط، وطبعا هي كذلك، أجسادنا غير مصممة لتتكاسل، أكيد أنها قادرة على فعل ذلك، بل أن نمط الحياة الحالي يُوفر لها ذلك، التقنية جعلت من الحياة حياة مبنية على الخمول والكسل، فلم يعد النشاط الرياضي وحده المفقود، بل الحركة (النشاط البدني) بشكل عام محدودة ومحصورة بشكل كبير جدا، والمُشكلة في ذلك أن التأثير لا يقتصر على الجسد وحسب وإنما على واحدٍ من أهم أعضاء جسدك، ذلك العضو الصغير الذي يُمكن أن نسميه بربان المركبة، الدماغ، هذا الربان الذي يؤدي وظائفه بشكل خارق ومُذهل بشكل ذاتي ودون أن يحتاج لتدخلك بتفاعل بشكل كبير مع نمط حياتك، والحركة واحدة فقط من الكثير من الطرق التي تجعله يحتفظ بقدراته لأطول فترة ممكنة.

[otw_shortcode_quote border=”bordered” border_style=”bordered” color=”#a80734″]إتخاذ نمط حياة صحي لا يحتاج منك لأن تُمارس الرياضة وحسب  بل للتحرك أيضا للقيام بأبسط النشاطات[/otw_shortcode_quote]

لقد خُلقنا بطريقة تجعل غرائزنا تدفعنا بعيدا عن الضرر، الألم والشعور بالخوف وردات الفعل السريعة وغيرها، لكن المشكلة أن الضرر له مصادر عديدة، وليس شرطا أن يُفعّل هذه الغرائز، لأنه إن علمنا أن ننظر للضرر من زاوية مختلفة لتأكدنا أنه وبدون أدنى شك، الرياضة ليست هواية، أو نشاطا مقتصرا على الرياضيين ومن يحبون المنافسة على الجوائز والألقاب، الرياضة ضرورية ولها أهمية كبيرة في الحفاظ على صحة الجسد والعقل معا.

– النشاط البدني ليس رياضة وحسب

المشكلة الكبيرة لم تعد للاسف في أن حياتنا مُفرغة من النشاطات الرياضية، بل أنها أصبحت خالية من الحركة بشكل عام، نجلس بالساعات أمام الحاسوب، ونستخدم هواتفنا بالساعات، ونتنقل بالمواصلات ونقود سياراتنا ودراجاتنا النارية للعمل، الكثير من الأشياء أصبحت متصلة بهواتفنا مع تحكم عن بعد، التقنية جعلت كل شيء بسيطا جدا، وأصبح توفير أقصى درجات الراحة من أسمى أهداف أي تقنية جديدة، لكن المشكلة في هذه الراحة، الجسد يحتاج للراحة بلا أدنى شك، لكنه لا يحتاج للخمول والكسل.

لهذا السبب تحديدا يُحاول العلم أن يُدعو الأشخاص لاتخاذ حياة “نشطة” مبينة على الحركة، بدل أن يدعو لممارسة الرياضة فقط، إتخاذ نمط حياة صحي لا يحتاج منك لأن تُمارس الرياضة وحسب -وهنالك مليون وسيلة لفعل ذلك- بل للتحرك أيضا للقيام بأبسط النشاطات، استخدم الدرج للصعود للطابق الثالث لأنك لا تحتاج حقا للمصعد في هذه الحالة، تحتاج لزيارة صديق يبعد عنك نصف كيلومتر؟ لا تأخذ سيارتك إلا كنت تعتقد أنك ستتأخر، أو تحتاج لأن تصل مُبكرا، إن كنت مع صديق، حاولا أن تقضيا بعض الوقت في المشي، المحادثات ستساعد بشكل كبير في جعل التنقل من مكانٍ لآخر ممتعا، الجلسات المطولة في المقاهي لا تُفيد، قم بكل الأعمال البسيطة حتى وإن كانت تافهة بالنسبة لك، لا تعتمد على أحد، ولا تُفكر في الاختصارات، إجعل نفسك نشطا على قدر الإمكان، وبعدها يُمكن أن تفكر في ممارسة الرياضة.

إذا قمت بذلك، ليس جسدك هو الوحيد الذي سيشكرك بل دماغك أيضا، ولا تُخرج عذر أن الوقت قد فات أو أن الشباب انتهى (الفترة التي من المفترض أن تكون فيها أكثر نشاطا) لأنه عذر لم يعد مقبولا، فالكل قد استخدمه مليون مرة لدرجة أن مفعوله لم يعد مؤقتا ولكن منعدما، عليك دائما أن تسعى للحصول على نمط حياة أفضل لتجعل دماغك يعمل بشكل أفضل ولأطول فترة ممكنة، أنت لن تضمن الشباب الأبدي، لكن كما أن جسدك يمكن أن يعمل بشكل جيد وقد تجاوزت الستين سنة، رغم أن قدراته تقل بشكل كبير وملحوظ، فالدماغ لن يعمل بنفس الشكل أيضا، لكن على الأقل سيكون أفضل بكثير مما هو عليه لدى شخص خمول وكسول.

اعلم أن صحة دماغك محاصرة من أكثر من جانب، لعلك سمعت مليون مرة أننا في جيل السرعة، نحن في جيل الخمول والكسل أيضا، ونط الحياة الذي نعيشه مبني على هذين الأمرين، الأكل والنشاطات البدنية وفترات الراحة والصحة النفسية، كلها تتأثر بهذه الحياة التي تبدو لنا أنها عادية، وهنالك بلا شك تحدٍ كبير في العيش عكس التيار أو بعيدا عن الجموع، لكن اعلم أن صحة دماغك مهمة جدا، خاصة في عمرٍ متقدم، لذا ضع لك هدفًا من اليوم على أن تجعل دماغك في مأمن وعلى قدر المستطاع من كل الضرر الذي لا تستطيع غرائزك ابقاءك بعيدا عنه، تحرك، تحرك وواصل التحرك على قدر المستطاع، لكن لا تتعب جسدك، فلا فائدة من ذلك، الراحة والنوم مهمان جدا للجسد وللدماغ أيضا.

أعجبك المقال والمحتوى؟ ابق قريبًا من شانية

📌 توصل بتحديثات الموقع وجديد المقالات والمحتوى عبر بريدك

⚠ يمكنك إلغاء اشتراكك لاحقًا في أي وقت بضغطة زر
اشترك
نبّهني عن
guest

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments