‫الرئيسية‬ مقالات تجارب شخصية أنا أكتب رواية بقاء في عالم ما بعد الكارثة – المُنطلق (جزء1)

أنا أكتب رواية بقاء في عالم ما بعد الكارثة – المُنطلق (جزء1)

دخلت عالم الرواية بعد أكثر من محاولة، أقنعت نفسي أنني لا أجيد تجميع أفكاري لأجعلها رواية، فكان أكبر تحدٍ لي وأنا أكتب روايتي الأولى: أن أكتب روايتي الأولى، وعندما فعلت ذلك، وجدت أن الرحلة كانت ممتعة بقدر ما كانت متعبة، والآن، أُريد أن أرفع التحدي إلى درجة أعلى، أن أجعل كتابة روايتي الثانية تحديًا على كل المستويات، الفكرة والسرد والأسلوب وغيرها، أن أوصل نفسي لأقصى قدراتها، دون أن أنسى مُجددا، أن أستمتع بالرحلة.

دعني قبل أن أبدأ سلسلة التحديثات هذه، أن أتحدث عن تصنيف روايتي، وبعدها مباشرة، سأتحدث عن تجربتي معها في سلسلة من التحديثات التي ستكون بلا شك، مختلفة عمّا كتبت في سلسلة مقالاتي الأولى.

🔗 اطلع على سلسلة تحديثات روايتي الأولى

– روايات البقاء

مُترجمة عن الكلمة الإنجليزية Survivle، إن بحث عن التصنيف في الرواية العربية أو الأعمال الفنية الآخرى، فلن تجد سوى عملٍ أو عملين رُبما كُتبا ولم يُكتب لها البقاء، فالكتابة العربية تميل بشكلٍ كبير للأعمال الواقعية، أمّا الرومنسية، فلك أن تسرح في المكتبات العربية وستجد كل الألوان والأشكال، وكأن الخيال وُزّع على هؤلاء فلم يستلم الكُتاب العرب إلّا قليلًا من مقادير الخيال وكثيرًا ممّا تحتاجه كتابة الروايات الواقعية أو المبنية على واقع، ولي نصيب من هذا، فروايتي الأولى خيالية بشخصياتها وعالمها، إلّا أنها مبنية على واقع، غير أن محاولاتي الأولى كانت مع صنف الخيال، فظلت أفكار هذه المحاولات خيالًا، وكُتِبَ لما كُتبَ بعدها أن يكتمل.

في روايات البقاء، الهدف الرئيسي هو النجاة أو الخلاص، فإمّا أن تبحث الشخصيات عن صد الخطر قبل حدوثه، كروايات الموتى الأحياء (الزومبي) أو الديناصورات (الحديقة الجوراسية/Jurassic Park كمثال) أو عن الخلاص بمعنى التخلص من الضرر بعد حدوثه، كالمرض (رواية العائد/The Revenant).

تُصنف الروايات كروايات بقاء إن كانت الفكرة من تحرك الشخصيات فيها أن تُحافظ على حياتها، ويُمكنها أن تكون روايات واقعية، وللواقعية قُطبان: واقع قد حصل، كأن تحكي الرواية قصة بقاء كتبية جنودٍ صغيرة في أرض العدو خلال العرب العالمية الثانية بلا عُدة ولا مُساعدة، أو قصة أسرة في زمن المجاعة في بلدٍ فقير، أو يُمكن أن تكون رواية واقعية بما فيها من ارتباط بقوانين الواقع في حين أن كل ما فيها مُتخيل، من مكانٍ وأحداث وغيرها.

أو يُمكنها أن تكون روايات خيالية بكل ما فيها، كالنجاة في الفضاء أو ضد مصاصي الدماء (سلسلة روايات The Strain) وما إلى ذلك، ولا بأس من امتزاج هذا بذلك، كما في مسلسل Lost الشهير.

ما بعد الكارثة

هذا نوع لا يكتب فيه الكُتاب العرب كثيرًا أيضًا، عالم ما بعد الكارثة هو عالم قد رُفعت منه قوانين الحاضر واستبدلت بقوانين جديدة بعد أن حصلت كارثة، والنوع مُجددا يمكن أن يكون واقعيًا كأن تكون الكارثة بركانّا أو فيضانًا أو فيروسًا وما إلى ذلك، ويجري عادة المُبالغة في حجمها وضررها، أو أن تكون الكارثة شيئًا من قبيل غزو كائنات فضائية أو عودة الموتى للحياة أو انتشار مسوخٍ بسبب تفشي مرضٍ.

عالم ما بعد الكارثة يُعزز مبدأ البقاء، وغالبًا لا تبحث الشخصيات عن وقف الكارثة وإنما النجاة في العالم بشكله الحالي دون البحث عن تغييره.

روايتي

أطلقت على مشروع الرواية “وشم الذئب” والاسم له ارتباط بالأحداث وبعض الأجزاء المُؤثرة، هذا ليس اسم الرواية الذي سُتنشر به، ولكنه اسم المشروع أنشر تحته هذه التحديثات.

روايتي رواية خيالية إلّا أنها مبنية في جزء كبير منها على الواقع، مازلت لم أحدد نوع الكارثة، إلّا أنني حددت طبيعة العالم، هي رواية بقاء حيث أن الهدف الرئيسي للشخصيات هو البقاء أحياء في بيئة طبيعية (غابة) والتهديد الرئيسي في جزء منها مجهول (لا أريد حرق فكرته). أمّا عناصر ما بعد الكارثة، فالعالم مُستقر بشكله الحالي (في زمن الرواية لكنه زمن مستقبلي مقارنة بالحاضر) والشخصيات تعرف نوع التهديد وطريقة البقاء بعيدًا عنه، الكارثة لا تحصل في زمن الشخصيات، ولكنها حصلت، والبشرية تعيش نتائجها.

استلهمت الكثير من فكرة الرواية من رواية The Road، إلّا أن هناك اختلافات كثيرة بين ما أريد الوصول إليه وما في هذه الرواية، فالشخصيات في رواية الطريق قليلة للغاية، الشخصيات الرئيسية فيها عددها إثنان فقط، أب وابنه، ومن يلتقيان بهم من شخصيات في العالم المُدمر قلة قد لا يأخذ المؤلف حتّى الوقت لوصفها، أمّا روايتي ففيها عدد لا بأس به من الشخصيات، إلّا أنني سأعتمد فكرة مُقاربة، عدد الشخصيات الأساسية قليلة، يعرف القارئ أوصافها وطبائعها، أمّا بقية الشخصيات، فتظهر وتختفي حسب الضرورة، فيزيد الوصف ويقل حسب ذلك.

الأحداث حركية أيضًا، فلا أريد أن تظل الشخصيات في مكانها طويلًا، هناك نقطة انطلاق ونطقة وصول في كل مرة تتحرك فيها الشخصيات، إلّا أن الأماكن التي أُريد أن أجعلها حلبة صراع للشخصيات مع ما يُحيط بها من تهديد، أريدها أن تكون مُنوعة ومُشكلة، رغم أن المكان الذي تدور فيه كل الأحداث ليس كبيرًا ولا تختلف الأماكن التي فيه كثيرًا.

لا أريد التفصيل أكثر، لكن هذا المُنطلق، أبحث عن مشاركة الكثير بخصوص الرواية، بشكلٍ مختلف للغابة عمّا قمت به مع روايتي الأولى، خاصة أن هذه الرواية أطول وأكبر وأكثر تعقيدًا، وسأشارك ما تعلمت خلال هذه الرحلة حسب الاستطاعة.

تابع تحديثاتي

يُمكنك متابعة تحديثاتي بخصوص الرواية عبر الموقع، الرابط لكل مقال سيتوفر على حسابات التواصل، أشجعك أيضًا -إن أردت- أن تسألني عمّا تشاء بخصوص الرواية، طريقة الكتابة وغيرها ممّا تُحب، سأكون مسرورًا بالإجابة عن كل الأسئلة، إن كُنت تُريد كتابة رواية أيضًا، فلعلنّا نتشارك الرحلة معًا 🙂 كل التوفيق.


أعجبك المقال والمحتوى؟ ابق قريبًا من شانية

📌 توصل بتحديثات الموقع وجديد المقالات والمحتوى عبر بريدك

⚠ يمكنك إلغاء اشتراكك لاحقًا في أي وقت بضغطة زر
اشترك
نبّهني عن
guest

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments