‫الرئيسية‬ مراجعات كتب مراجعة كتاب: Animal Madness – عندما تُصاب القردة بالنوستالجيا
مراجعات كتب - 20/06/2018

مراجعة كتاب: Animal Madness – عندما تُصاب القردة بالنوستالجيا

التقطت كتاب Animal Madness وفي اعتقادي أنه كتاب عن الكلاب، قصةٌ ما عن كلبٍ ما، لأن العنوان الفرنسي لا يُظهر أنه  كتاب عن الحيوانات وإنما عن كلْبة، اختيار أراه غريبًا كترجمة، خاصة أن العنوان الثانوي هو الآخر قد تُرجم بشكلٍ مختلف.

– معلومات الكتاب

Animal Madness Cover– الكتاب: Animal Madness: How Anxious Dogs, Compulsive Parrots, and Elephants in Recovery Help Us Understand Ourselves
– نسخة المراجعة: فرنسية Chienne de vie : troubles émotionnels et autres maladies de l’âme chez les animaux
– النوع: كتاب علمي – بحثي
– مصدر الكتاب: الولايات المتحدة
– تأليف: Laurel Braitman
– ترجمة: Laurent Bury
– عدد الصفحات: 240 النسخة الفرنسية (رقمية)
– دار النشر: AUTREMENT
– تاريخ النشر: 15 أكتوبر 2014
– الكتاب على GoodReads: فرنسية | انجليزية

– عندما تُصاب القردة بالنوستالجيا

الكتاب لا يتحدث عن كلبة، فعمَاذا يتحدث إذا؟ مؤلفة الكتاب امتلكت كلبًا، وحتى إن كانت الكلاب تتشابه، فإن هذا الكتاب نقلني لعالمٍ آخر لأرى هذه الكائنات بشكلٍ مختلف، كلب المؤلفة أصيب بنوعٍ من الفزع، إنه يخاف من أن يبقى وحيدًا، يهدأ إن كانت وشريك حياتها قربه، وينطلق في حالة هستيرية يقوم فيها بإيذاء نفسه وتسبيب الضرر لأثاث المنزل، إنه يترك المنزل في حالةٍ من الفوضى ما إن تُرك وحده.

قررت المؤلفة التفرغ لدراسة حالة كلبها، وكلابٍ آخرى، وبعدها حيوانات مُختلفة، وذلك بعد أن قفز كلبها من النافذة، وحاولت أن تُبيّن من خلال كتابها أننا بالكاد نعرف شيئا عن الجانب النفسي للحيوانات، قد يكون لفعلٍ بسيط كإفزاع قطة بشكلٍ متواصل أثر كبير جدًا على حياتها، فما بالك بالحيوانات التي توضع في الأقفاص في الحدائق، أو تُروض وتدرب داخل السيرك لمتعة البشر.

يتحدث الكتاب عن الجانب النفسي لعددٍ كبير من الحيوانات، سواء بشكلٍ عام، كالحديث عن فصيلة من الحيوانات، أو قصصٍ معروفة ومشهورة، يُراد منها إلقاء النور على الجوانب النفسية للحيوانات عندما يتدخل الانسان في عالمها، الكتاب يحمل الكثير من القصص لحيوانات تصرفت بشكلٍ غريب، أو لوحظ لديها فعل قد يُعتبر شاذا، كالاشتياق وتغيُّر تصرفاتها عندما تتغير مكانتها داخل المجموعة، “دوار البلد” أو النوستالجيا، كما يحمل الكثير من الدراسات والأراء العلمية، في محاولة لدراسة أحاسيس الحيوانات دون اسقاط، قد يبدو قرد ما مشتاقا لبيته القديم، لكن الشعور ليس نفسه لدى البشر.

– تحليل المُحتوى

في الكتاب ستجد ثلاثة أقسام مُتداخلة: قصص عن حيوانات اشتهرت بسبب تصرفٍ شاذ أو قصة خُلدت، كفيلة السيرك “Tyke” التي قررت دون سابق إنذار دهس مُدربها فيما يُرى أنه انتقام مُباشر لكل ما تلقت من عنف أثناء تدريباتها، القسم الثاني هو الرأي الطبي عن الجانب النفسي للحيوانات، هل يُمكن للحيوانات أن تمتلك الوعي الكافي لتنتحر؟ ولما تتعرف بعض الحيوانات كالدلافين على نفسها في المرآة والآخرى لا؟ ولما تُقْدم بعض الحيتان على الانتحار؟

القسم الثالث هو رأي الكاتبة، ما عاشته مع كلبها والتجارب التي خاضتها أو كانت شاهدة عليها، وهنالك بلا شك تنوع كبير جدًا في نوعية الحيوانات التي شملها موضوع الكتاب، من القطط والكلاب والحيوانات الأليفة والطيور، إلى حيوانات السيرك والحيوانات داخل الأقفاص والحدائق، ولعل هذه واحدة من أهم نقاط قوة الكتاب، كيف شمل الكتاب أكثر من فصيلة ونوع.

لا أظن أنني سبق وأن تلقيت معلوماتٍ من هذا القبيل، الجوانب النفسية للحيوانات موضوع مُهْمَل، والبرامج الوثائقية تُركز دائما على التصرف الخارجي (الصيد والتوالد وغيرها) وكثيرا ما يكون في الحالة الطبيعية للحيوان (في بيئته الأصلية كالغابة) القرود كائنات اجتماعية، لكن هنالك قردة تعيش وحيدة تنتف فروها، وطبعًا لن تتاح لك أبدًا فرصة رؤية ذلك وإنما القراءة عنه وحسب.

– البهلوان الحزين

البهلوان عادة مرتبط بالمرح والمقالب ويبحث صابحه على اسعاد الناس واضحاكهم، لكن لا يعني ذلك إطلاقًا أن الشخص الذي يلعب الدور سعيد، الكثير من الحيوانات في حدائق الحيوان والسيرك والأفلام وغيرها تلعب نفس الدور، تُرفّه عن الناس وتُضحكهم، لكن من كان يعلم أن بعض القردة تعيش على مضادات الاكتئاب؟ أو أن بعضها الآخر يُروض باستمرار ليكف عن أذية نفسه؟ أو حتى يتلقى حقنًا ليهدأ أو يعتاد على أن يعيش في قفصٍ من أمتار بدل العيش داخل بيئته الطبيعية التي تحتوي على ألآف الكيلومترات.

إن قرأت الكتاب وليس لك فكرة عن الجانب النفسي للحيوانات، فأضمن لك استفادة كبيرة، خاصة أن المؤلفة غطت الموضوع بشكلٍ جيد، وقد خرجْتُ منه بالعديد من المعلومات.

– كيف قُدم المحتوى؟

التقسيم الخاص بالكتاب الذي تحدث عنه سابقًا يضع الكتاب بين سهولة وصعوبة تتغير من فقرة لآخرى، حين تتحدث المؤلفة عن قصة حيوان ما فإن الموضوع يكون شيقا وممتعًا، لكن ما إن تدخل في المواضيع العلمية وتبدأ في تفسيرها أو سرد حديثٍ شخصٍ ما أو موضوع دراسة معينة، حتى يُصبح الأمر أصعب وبحاجة لبعض التركيز، وأحيانا كثيرة لبعض البحث، الكاتبة لا تأخذ بيدك وبعض المصطلحات العلمية مذكورة دون شرح، هنالك ذكر متواصل للتخصصات الطبية بأنواعها، ذكر لفصائل الحيوانات كالكلاب والطيور، وهوامش كثيرة وأحيانًا مُفصّلة، أمور يحتاجها الكتاب بلا شك.

أسلوب الكتابة بسيط، هنالك سرد مُباشر للقصص دون زيادة، لعل هذه هي أكثر جزئية ممتعة في الكتاب، لكن من الجيد أن الكتاب لا يُثقل عليك بنوعية واحدةٍ من المعلومات، وإنما ينوّع بين هذا وذلك، الطبيعية العلمية للمعلومات المذكورة تجعل الكتاب ثقيلا للقارئ الغير متخصص، لذا كان من الجيد كسر الملل بالقصص المذكورة ورأي الكاتبة في بعض المواضيع.

– لقراءة أفضل

دائمًا ما أشير لهذا الأمر في أي كتابٍ علمي أو يحتوي على معلومات علمية، أنت تحتاج للوصول للانترنت للبحث عن بعض التعريفات العلمية، قد تحتاجه أيضًا لإلقاء نظرة على شكل بعض الحيوانات المذكورة ونوع الفصائل.

الحصول على مذكرة ليست فكرة سيئة إطلاقًا، الكتاب مُولّد للفضول، قد ترغب في التوسع في بعضٍ من مواضيعه، أو الحصول على بعض المراجع فيه، الكتاب يذكر العديد من الكتب التي يُمكن العودة إليها، بالإضافة لبعض القصص المثيرة والأفلام الوثائقية، لذا هذه نقطة تُحتسب له بلا أدنى شك إذْ أن المعرفة لا تتوقف عنده، إن أعجبك الكتاب ستجد مصادر آخرى لمعرفة المزيد من المحتوى الذي يتحدث عنه.

– مُلخص لما قيل

كتاب أخذته عن فضولٍ وقرأته لأنني حصلت عليه بشكلٍ مجاني، وكثيرًا ما تكون قراءاتي المفضلة من كتبٍ التقتها بشكلٍ عشوائي فقط، وعلى هذا الكتاب أن يكون واحدًا منها.

الكتاب غير نظرتي بشكلٍ كامل عن الحيوانات، أنا معجب كبير بعالمها، وأعرف الكثير عنها، لكن هذا الكتاب بالتحديد نقلني لعالمٍ مختلف، لم يعد مهما وحسب أن تنظر للحيوان بشكله الخارجي وكيف يعيش، بل كيف يتغير شعوره وتصرفه، خاصة بتواجد الانسان، قد لا يبدو ذلك مهمًا، لكن تصرف حيوانٍ بشكلٍ يجعله مؤذيا للناس أو لنفسه، قد يكون بسبب إنسان.

كنت أعلم سابقًا أن الكثير من الحيوانات تتعرض للأذى في السيرك وغيرها، لكن الأمور أحيانا تتحول لعملية تعذيب مستمر لسنوات، حتى لحيوانٍ يستمتع السياح بركوبه (الفيلة) أو حيوانٍ استعراضي تعيس يعيش سنوات قليلة مقارنة بعمره الافتراضي (الدلافين) لأنه يعيش في مسبحٍ إرضاء لمخرجٍ يريد أن يصور سلسلة عن مغامرة مسلية لدلفين مع أصدقائه البشر.

– التقييم النهائي:

تعرف على سياسية التقييم الخاصة بالكتب ومعنى كل وسام عبر هذا الرابط.

– النافع:

الكتاب أعطاني أكثر من فكرة عن الجانب النفسي للحيوانات، المعلومات التي فيه فيها النظري كما فيها معلومات علمية مثبتة، كما كان سببًا في توليد الكثير من الفضول، وبِت راغبُا في القراءة أكثر عن الحيوانات وتصرفاتها، وسواء أكنت قد خرجت بمعلومة ما من هذا الكتاب أم لم أفعل، فسيكفيني أنه غير نظرتي للحيوانات بشكلٍ عام، وبالحيوانات التي لنا بها علاقة نحن البشر.

– العزيز:

كتاب Animal Madness من كتبي المفضلة لأنه غير نظرتي عن عالم الحيوانات ولعله سيُغير علاقتي بها أيضا، للإنسان قدرة كبيرة على التأثير على عالم هذه المخلوقات وأحيانًا يكون بتصرفٍ بسيط كإخافة حيوانٍ بشكل متواصل أو التلاعب به، بالإضافة لكونه عرفني للجانب النفسي للحيوانات، موضوع لم أكن لألتفت إليه إطلاقًا.

بعض الملل لطبيعة الكتاب العلمية، والكثير من الفائدة لموضوعه المثير، هذا ما ستلقاه في هذا الكتاب، إن كنت طبعًا مهتما بعالم الحيوانات ولا مانع لديك من القراءة عنها وعن تصرفاتها بعيدا عن المعروف وما نراه عادة في الوثائقيات.

أعجبك المقال والمحتوى؟ ابق قريبًا من شانية

📌 توصل بتحديثات الموقع وجديد المقالات والمحتوى عبر بريدك

⚠ يمكنك إلغاء اشتراكك لاحقًا في أي وقت بضغطة زر
اشترك
نبّهني عن
guest

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments