‫الرئيسية‬ مراجعات كتب مرثية قي حق رجل من قلة يستحقون الرثاء!
مراجعات كتب - 12/07/2022

مرثية قي حق رجل من قلة يستحقون الرثاء!

الفقيد مولاي عبد الله الوزاني

قبل أيام فقط وخلال ندوة لحسن أوريد كنت هناك وسط الحضور رفقة صديقي عثمان وعبد السميع، راقبته بحرص شديد، في أشبه ما يكون بتمعن مريد لشيخه وهو يتحدث فرنسية متقنة وكأنه ابن الشانزلزيه، ثيران من الأفكار تتناطح في رأسي وسيل جارف من الأسئلة، ما الوقت اللازم كي يصل المرء لهذا الرقي العلمي؟بل كيف يحوز رجل كل هاته المعرفة في حياة واحدة؟

سماحة الوجه ووقاره يضفيان هالة من القداسة على المشهد، يستمر حديثه باسترسال، يرتفع إيقاع الكلام وينخفض حسب الضرورة فيشد الحضور على وقع كلامه المنساب. ذات مرة من المرات ومن دون مواربة قرر ألونسو كيخانو “الدون كيشوت” استلال سيفه ببلاد قشتالة، بينما ظل مولاي عبد الله على الضفة الأخرى حريصا على التلويح بالكلام ووفيا له، ومن جمع بتلابيب الكلام لا يحتاج سيفا.

وددت في غمرة التوجيهات بإيقاف الحديث لضيق الوقت لو أنني وهبت شجاعة وقح كي أصرخ في وسط الحشود “لا توقفوه! أعطوا الرجل مساحة كافية كي يجود بكل ما لديه حتى ينضب علمه -وإن كانت لا أخال ذلك بالمتوقع- “.

مولاي عبد الله الوزاني
صور لمولاي عبد الله الوزاني إلى جانب كل من حسن أوريد ,مصطفى السحيمي و الصحفي عزيز بوستة في لقاء أكاديمي يوم 1 يوليوز 2022 بعنوان l’hydre de l’islamisme radical ،وهي من آخر اللقاءات التي حضرها الراحل.

بعد نهاية الندوة توجهت صوبه على عجل عبر الدرج، ألفيته في الردهات، عبرت عن إعجابي الشديد بما قاله واستفسرت عن آخر إصداراته وأين لي أن أجدها، أجاب بتواضع الكبار وأوفى في الإيضاح كما لم يتوقف عن الجود بتبسم عهدي به سمة للصادقين. وقتها كنت قد حسمت هدفي: أن أقرأ له ثم أعاود اللقاء به في أقرب فرصة أكاديمية ممكنة.

رحل الرجل ولم يرحل جموح رغبتي هاته، بل اشتد أوارها أكثر، إلا أنه اليوم لم يعد بيننا كي يجيب عن تساؤلاتي. بوعد الرجال سأقرأ له وحينما أنهي الاطلاع على مؤلفه سأذيله بالآتي:

من الشيخ مولاي عبد الله الوزاني إلى المريد زكرياء السدراتي، مرحب بك أيها المسكين في حضرة زاويتي، حيث لا أسوار ولا سلطة غير سلطة عقول ناضحة بالتفكر وقلوب تفيض بالحب الرباني”

لكن مهلا، هل الكلام وقتها سيكون له؟وهل يحدث أن يتكلم المرء بعد مماته؟

نعم، نعم، الكلام كلامه، وأقسم بأغلظ الإيمان أنه كذلك غير أن جبريل الحائك لم يمهله وقته كي يقال!

إني مقر سيدي عبد الله بالذي كان مني، إني مقر بعوزي الفكري وآفة تقاعسي، لم نعرفك إلا قبل الرحيل، كما لم نجد سبلنا لكثر غيرك ممن استحقوا أن يقرأ لهم، لك ولهم جميعا -الأحياء والأموات- أنتم من وطئتم بثقل هاته البسيطة كل كلمات الشكر والعرفان، واعذرونا من فضلكم على تقصيرنا.

رحم الله الفقيد مولاي عبد الله الوزاني وألهم ذويه الصبر والسلوان.

بعض من مؤلفات مولاي عبد الله الوزاني:

.”2009″  La zouiya Ouzaniya à Fès, ses penseurs et ses caractéristiques 📌

.”2013″ Pourquoi nous réjouissons-nous du Prophète, paix et salut sur lui 📌

.”2021″  l’Islam en otage 📌

أعجبك المقال والمحتوى؟ ابق قريبًا من شانية

📌 توصل بتحديثات الموقع وجديد المقالات والمحتوى عبر بريدك

⚠ يمكنك إلغاء اشتراكك لاحقًا في أي وقت بضغطة زر
‫‫ شاركها‬
اشترك
نبّهني عن
guest

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments