تجربتي مع منصة تعلم اللغات Duolingo (بعد أكثر من 8 أشهر)
تعلم اللغات يُمكن أن يكون ممتعًا أو متعبًا، أو كلاهما معًا، ومطورو منصة Duolingo يعلمون ذلك بلا شك، فتصميم المنصة كاملة مبني بشكلٍ يجعل تعلم اللغات أمرًا ممتعًا، مُنتظمًا، كما أنها تكافئك على تقدمك، وتعاقبك على كسلك. سبق أن جربت المنصة بشكلٍ متقطعٍ خلال السنوات الماضية، لكنني حاولت أن أركز عليها بشكلٍ أكبر، وبعد 259 يومًا، أكتب اليوم عن تجربتي معها.
📌 انضم لمنصة Duolingo عن طريقي بالضغط هنا (*رابط إحالة وسأربح عن طريقه أسبوعًا مجانيًا إن كنت تُريد دعمي)
– نموذج التسجيل في موقع Duolingo
المنصة مجانية بشكلٍ كامل، مدعومة بالإشهارات سواء على الموقع أو التطبيق، فتح حساب على Duolingo مجانيً ولا محدود، ويُمكن إضافة اللغات التي تُريد بشكلٍ سهل وبسيط، المنصة تدعم أكثر من لغة، ليس فقط اللغات التي يُمكنك تعلمها، ولكن اللغات التي يُمكنك التعلم منها، ومنها العربية رغم أن دعمها يبقى محدودًا. عند الوصول للموقع*، اختر اللغة التي تُريد التعلم منها، إن اخترت العربية فيُمكنك تعلم أربعة لغات حتى الآن (الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية والسويدية) لذا إن كنت تتحدث الإنجليزية فاخترها لدعمها لعددٍ أكبر من الخيارات، أمّا إن كنت تريد تعلم الإنجليزية فبإمكانك اختيار العربية كلغتكِ الأم، واختيار الإنجليزية كاللغة التي تُريد أن تتعلم.
عند التسجيل، يُمكنك بدأ التعلم من الصفر، أي من الدروس الموجهة لشخصٍ لم يسبق له أن تعامل مع اللغة بأي شكل، أو يُمكنك الحصول على اختبار بسيط لتقييم مستواك، وهذا سيفتح لك قائمة الدروس المتقدمة حسب النتيجة التي حصلت عليها.
هنالك أيضًا نسخة مدفوعة من الحسابات (Duolingo Plus) التي تحذف الإشهارات بشكلٍ أساسي، مع بعض الخصائص الإضافية، لكن من تجربة شخصية، الحصول على النسخة المدفوعة هو خيار يُمكن اتخاذه لمن يُريد مساعدة المطورين، تُقدم المنصة 7 أيام مجانية لمن يُريد التجربة والحكم بنفسه، لكن من تجربتي الخاصة، لن تحتاج لحسابٍ مدفوع.
– سهولة الاستخدام
المنصة مصممة بشكلٍ يُركز بشكلٍ كامل على التعلم، وسواء على الهاتف أو الموقع، كل شيء في مكانه الصحيح ويسهل الوصول إليه، يُمكن تغيير اللغة بشكلٍ سريع إن كنت تتعلم أكثر من لغة من القائمة العلوية بمجرد الضغط على الراية التي ترمز للغة ويمكن إضافة لغة جديدة من نفس القائمة أيضًا، كما أن الموقع يأخذك مباشرة للدروس عند تسجيل الدخول، ويُمكنك التبديل بين مختلف أقسامه من القائمة العلوية كذلك، كما أعجبني أن الأيقونات كبيرة والمساحة بينها كذلك، وبقية الخيارات تحت زر خاص (المزيد/More) وتحتوي على الأحداث، المعجم، البودكاست والكلمات التي تعلمت.
الدروس أيضًا أدرجت بشكلٍ عمودي، بأيقونات متحركة واضحة لكل قسم منها، مع ألوانٍ خاصة بكل درس، وتغير لهذا اللون إلى أن يصل للذهبي الذي يعني أنك أنهيت كل دور القسم.
– نموذج تعلم اللغة
لا يوجد هنالك نموذج موحد لتعلم اللغات في المنصة، كل لغة تبدأ بأساسيات مختلفة، فالإسبانية تبدأ في تعليمك العبارات والجمل الكاملة من البداية، في حين أنك لن تتعلم سوى كلمات فردية والهيراغانا (الحروف اليابانية) إن كُنت تريد تعلم اللغة اليابانية، كما أن نوعية الدروس تختلف أيضًا في محتواها، بعضها مترجم، أي ستجد نفس المحتوى في أكثر من لغة (دروس الفرنسية والإسبانية متقاربة مثًلا) لكن أغلب الدروس حصرية للغة دون غيرها، مُعززة بالأمثلة.
التعلم من خلال المنصة يعتمد على الإنصات، أي ستنصت للجمل والكلمات وتحاول إعادة كتابتها بالشكل الصحيح، يمكنك اختيار الكلمات المُقترحة أو تصعيب الأمر واستخدام لوحة المفاتيح دون مساعدة (ستحتاج لكتابة الكلمة بشكلٍ صحيح) المنصة ستتجاوز عنك الأخطاء البسيطة، ثم هنالك الترجمة، حيث عليك إعادة كتابة الجملة أمامك من اللغة الأم للغة التي تتعلم أو العكس، وهنالك أيضًا الإلقاء، حيث ستستخدم المايكروفون لنطق العبارة على الشاشة، ويُمكنك تجاوز دروس النطق وكذلك الإنصات إن لم تكن قادرًا على إنهائها لسبب ما كأن تكون في مكانٍ عام أو على حاسوب لا يمتلك أداة لتسجيل الصوت.
أحيانًا ستحتاج للعودة لبعض الدروس القديمة لمراجعتها، أيقونة الدرس ستتغير لتخبرك أنه عليك مراجعة درس معين، علمًا أن النسخة المدفوعة تقدم أيضًا مراجعة دورية لما تعلمت من خلال اختبار نهائي، كل درس يحتوي أيضًا على بعض المساعدة، شرحٍ للقواعد بشكلٍ مكتوب، وهنالك نصائح عامة يُمكنك الحصول عليها قبل الدروس، وهنالك قسم خاص بطرح الأسئلة، زيادة على الدروس المتوفرة، يُمكن أيضًا الاستماع لبعض الحوارات التي تساعدك على التأقلم مع اللغة بشكلٍ أكبر، الاستماع للبودكاست (حسب اللغة).
تعلم اللغة لا يعتمد على القواعد، يُمكنك مراجعتها في الموقع إن شئت، لكن إن فضلت الاعتماد بشكلٍ كلّي على نموذج الموقع للتعلم، فستُركز بشكلٍ كبير على الانصات وتذكر الكلمات بتكرارها، الكلمات يُمكن أن تكون مفردة أو ضمن جملة، ويتغير ذلك حسب اللغة بشكلٍ كبير.
– تجربتي الخاصة
جربت الموقع مع لغتين (الإسبانية واليابانية) لأكثر من 8 أشهر متواصلة، حاولت فيها أن أنهي درسًا واحدًا بشكلٍ يومي على الأقل، الأمر يأخذ أقل من 5 دقائق أحيانًا للدروس الجديدة، وأسجل تقريبًا 10 دقائق لإنهاء درس أو درسين في كلتا اللغتين.
– مع الإسبانية 🇪🇸:
بالوثيرة هذه، لم أنهي حتى القسم الأول من اللغة الإسبانية، تعلمت بعض الضمائر والأفعال الأساسية والحديث عن الملابس وغيرها من كلمات بسيطة ككلب وقط ورجل وامرأة، كما تعلمت جملًا كاملة يُمكن استخدامها في الحياة اليومية وبعض الأفعال الشائعة، غير أن بعض الدروس فيها لا أرى له فائدة تذكر غير أنه يُذكرك بطريقة استخدام بعض الضمائر والأفعال، عندما قارنت تقدمي في الإسبانية لشخصٍ يتحدث الإنجليزية والفرنسية، فإن التقدم صراحة بطيء بشكلٍ كبير جدًا، الاعتماد على محتوى آخر (حتى وإن كان مكتوبًا) يُعتبر أنفع بكثير، وكمقارنة، فاستخدامي لدروسٍ عشوائية على الإنترنت لمدة شهر يُغطي ما تعلمت على المنصة بمعدل مرتين، علمًا أنه لم يسبق لي أن تجاوزت 15 دقيقة تعلم خارج المنصة، و10 دقائق في المنصة.
– مع اليابانية 🇯🇵:
بخصوص اللغة اليابانية، فقد كانت الأشهر هذه كافية لتعلم حروف الهيراغانا بشكلٍ كامل، ورغم أنه سبق أن بدأت تعلم هذه الأحرف في تطبيق آخر، إلّا أنني وجدت أن الأمر أسهل بكثير مع Duolingo، نموذج التكرار وتصحيح الأخطاء وكذلك إرفاق الكلمات بجملٍ بسيطة مع ترجمة واضحة، يجعل الأمر أسهل، تعلم لغة جديدة بالكامل (الإسبانية تستخدم نفس حروف اللغة اللاتينية وتتشارك في الكثير من كلماتها مع لغات آخرى كالفرنسية والإنجليزية) هو أمر أفضل بكثير من تعلم لغة لديك فكرة عن بعض الأشياء فيها، إلّا لو اخترت أن تأخذ الاختبار في البداية، الذي سيفتح لك الدروس المتقدمة، صراحة فعلت ذلك ووجدت أن الدروس التي تم فتحها هي الآخرى سهلة وبسيطة، لكن ذلك يتوقف على نموذج تعلمك بلا شك.
قارنت بين تعلمي حروف الهيراغانا على المنصة وخارج المنصة، والمنصة تتغلب على بقية المصادر بلا شك، الانصات وترجمة الحروف تُسهل عملية تعلمها بشكلٍ كبير للغاية، وبما أن كل شيء جديد عليّ في اليابانية، فإنني بلا شك أحتاج للبدء من الصفر وبهذا الشكل.
لا أظن أنني سأواصل مع المنصة لوقتٍ طويل لو وجدت بدائلًا أفضل، التقدم فيها بطيء للغاية، سأستمر معها مع اللغة اليابانية في الغالب بما أنني وجدتها أسهل طريقة لتعلم الحروف اليابانية وأصواتها، أمّا الإسبانية، فالحصول على دورة على الشبكة أو مصدرٍ أكاديمي سيكون أفضل، رغم أنه سيكون مملًا وهذا أمر يُحسب للمنصة صراحة، بما أن الوقت الذي يُمكن أن تأخذ فيه درسًا واحدًا قصير.
الخصائص التنافسية قد تُشجعك أيضًا على الاستمرار، عدد الأيام يُشكل سلسلة تظهر في الأعلى، ولن ترغب بكسرها، يُمكنك شراء خاصية عبر المتجر من خلال البلورات التي تحصل عليها عند إنهاء الدروس، والتي ستحفظ السلسلة من الكسر إن ضيعت يومًا دون تعلم، هنالك أيضًا قائمة بترتيب أفضل المتعلمين، يُمكنك محاولة التفوق عليهم، أو يُمكنك إضافة أصدقائك ومحاولة التفوق عليهم أيضًا، كما أنك قادر على وضع تحدٍ لنفسك بعددٍ معين من النقاط يوميًا.
📌 يُمكنك إضافتي لو شئت، هذا حسابي 🙂 (هذا ليس رابط إحالة ولن أربح عن طريقه شيئًا)
– باختصار
منصة Duolingo صراحة هي مكمل فقط، لكنها قد تكون أفضل خيارٍ لمن يُريد تعلم لغة جديدة عليه بالكامل (اليابانية في حالتي مثلًا) على مهلٍ ودون ضغط، الدروس بسيطة، ولا تأخذ الكثير من الوقت، إن كنت ترغب باستخدامها، فليكن ذلك مع لغة جديدة بالكامل، أمّا إن كنت تُريد أن تحسين لغتك، فربما هنالك خيارات أفضل، منها استخدام اللغة التي تُريد أن تتعلم.
لا أعتقد أن Duolingo يُمكنها أن تعلمك لغة، ستعلمك بعض الأساسات التي تبني عليها، فإمّا أن تجعلها مكملًا، أو تبدأ منها، لكن الأفضل لك ألّا تعول عليها إن كنت بحاجة لتعلم لغة من أجل الدارسة، العمل أو السفر، على الأقل هذا ما خرجت منه من تجربتي الخاصة.
🔗 راجع هذا المقال وستجد بعض النصائح الثمينة عن تعلم اللغات.
استخدام المنصة أفضل بكثير من التطبيق، بما أنك ستخسر قلوبك إن أخطأت، ولن تكون قادرًا على مواصلة الدرس قبل استعادة القلوب، يتم ذلك عبر شرائها من خلال البلورات أو من خلال مراجعة درس قديم، أو الحصول على النسخة الدفوعة، الموقع لا يُعاني من هذه المشكلة، ويُمكنك أن تخسر بالقدر الذي تُريد، خاصية الكتابة أيضًا بدل اختيار الكلمات المُقترحة متوفرة بشكلٍ حصري على الموقع (أو أنني لم أجد طريقة التغيير إليها) وأراها مفيدة جدًا للاعتياد على الكتابة باللغة التي تتعلم أيضًا، لكن قد يكون استخدام التطبيق أسهل للبعض أو الخيار الوحيد المتوفر لديهم، وبما أن الهاتف دائمًا معك (أفترض ذلك) فربما تسرق بعض الدقائق وأنت تنتظر لإنهاء درسٍ ما.
Duolingo منصة تعلم ممتعة، تُسهل بشكلٍ كبير عملية تعلم اللغات، يُمكن لأي شخص أن يبدأ بها، خيارات اللغات المتوفرة لمن يُريد أن يتعلم باللغة العربية محدودة، لكن يتم العمل على إضافة المزيد من اللغات بشكلٍ مستمر، وكما قلت سابقًا، إن كنت تتحدث الإنجليزية، فاخترها بما أن اللغات المتوفرة عن طريقها أكثر، المنصة ليست المكان المناسب إن كنت تُريد تعلم لغة بشكلٍ سريع وإتقانها، هي مكمل فقط، جربها مع اللغة التي تُريد أن تتعلم، بما أن نموذج التعلم يختلف من لغة آخرى، في حالتي، تعلم اللغة اليابانية عليها كان أسهل.