7 أنواعٍ من المُتحدثين والمُناقشين تفادى أن تكون واحدا منهم
من الطبيعي أن تشعر بالانجذاب للمُتحدثين والمُناقشين الذين يحترمون أدوارهم أثناء الحديث معك، ويُصغون بشكلٍ جيد لما تقول، ومن تم يُظهرون وجهات نظرهم بشكلٍ يحترم رأيك دون البحث عن إظهارك على أنك مخطئ، أو احراجك لغرض الظهور بشكلٍ أفضل، وطبعا أنت قادر على تكون واحدًا منهم، ولا يكفي أن تكون مستمعًا جيدا، بل عليك أن تتفادى أن تكون واحدًا من الأنواع التي يتضمنها هذا المقال¹.
– المُعارض
إنه الشخص الذي يعتقد أنه في محكمة وعليه أن يُعارض الطرف الآخر على الدوام، سواء أكان لذلك غاية أم لا، يحتاج المُعارض لأن يخالف الشخص الآخر في كل وقت، وانتقاد كل أقواله، ذلك سيجعل الطرف الآخر في حالة دفاعية على الدوام، لا يعني ذلك أن تقبل كل شيء يقوله الشخص الآخر، أو أن توافقه على رأيه، لكن لا تجعل الآخر يشعر أنك ضده وليس ضد ما يقول، في النقاشات الودية أنت غير مطالب سوى بإبداء رأيك ومشاركة الآخرين النقاش دون أن تشعر بالحاجة لانتقاد كل شيء جاء على لسانهم، لا أحد يحب ذلك.
تعرف على الوقت الذي يحتاج منك لتُظهر أن لك رأيا مخالفا، مثلا عندما يسألك الطرف الآخر عن رأيك في موضوع النقاش، أو عندما تشعر أنه يحاول أن يعرف رأيك بشكلٍ واضح، إن كان الحديث سريعا وعابرا، فلا تفسد الأمر، ليس كل أمرٍ يحتاج لأن تُظهر مخالفتك له.
– المُصحح
عكس المُعارض، المصحح لا يتوقف عند حدود إظهار رأيه المخالف، بل يُصحح كلام الآخرين على الدوام، لا بأس في فعل ذلك، لكن تفادى أن تبالغ في الأمر، هنالك من يتدخل ليصحح الطريقة التي يحكي بها شخص واقعة ما، أو يُغير على نكتة أو طُرفة قبل أن تنتهي، رغم أن في هذه الحالات، لا داعي لاستخدام نفس الكلمات ولا نفس الطريقة، والتغيير على طُرفة لا يُشكل ضررا، لذا لا حاجة لأن تقاطع الطرف الآخر وتخبره أنه مخطئ في سردها بهذا الشكل أو ذلك.
لا أحد يُحب أن يتم تصحيح ما يقول بشكل متكرر وبمقاطعة حديثه لفعل ذلك، خاصة إن كان النقاش مع أكثر من شخص، خاصة إن تكرر ذلك، إن شعرت أن الخطأ له تأثير كبير فلا تُقاطع الطرف الآخر، دعه ينهي حديثه وبعدها قل رأيك، وصحح المعلومة الخاطئة بشكلٍ مُحترم، استخدم كلمات من قبيل، أظن أنك أخطأت الاقباس، أو أنني قرأت مؤخرا أن كذا، ربما هذه المعلومة غير مُحدثة، لا تُشر للطرف الآخر مباشرة وتقول، لقد أخطأت في كذا، وقلت كذا لكن نعلم أن هذا خطأ، إنها طريقة مباشرة للهجوم على الطرف الآخر واحراجه.
– سارق القصص
ربما واجهت هذا الموقف بنفسك، عندما تشترك أنت وشخص ما في موقف مثير، وما إن تبدأ في سرده لشخصٍ آخر حتى يقاطعك صديقك ويكمل بدلا عنك، أو أنه ينتظر حتى تصل للنقطة المثيرة في القصة ويقاطعك ليكملها، أو ربما أنت من يفعل ذلك، خاصة إن كان هنالك شخص يتحدث عن شيء حصل بشكلٍ مباشر لك، ستجد الحماسة في سرده بنفسك دون أن ينوب عنك شخص آخر، لكن خذها قاعدة، إن بدأ الشخص الآخر الحديث، فلا تقاطعه لتكمل، خاصة إن كان كلاكما طرفا فيها، دعه يكمل وإن كان لك تعليق أو إضافة، فافعل ذلك.
أحيانا ستجد أن الشخص الذي يحكي قصة سيترك البقية لك، لأنه يرى أنك قادر على تمرير الفكرة بشكل أفضل، أو أنه انتهى من الجزئية الخاصة به وحان دورك، أما أن تبدأ في سرقة قصص الناس، حتى وإن كنت جزءا منها، فذلك ليس بالأمر الممتع.
– المُتحدي
لا مُشكلة في تبادل القصص والمواقف الطريفة، خاصة إن كانت قصصا مُحفزة وملهمة، لكن لا تكن ذلك الشخص الذي ما إن ينتهى شخص من سرد قصته، تبدأ في سرد قصة شبيهة لكن في سبيل أن تتفوق عليه، أنت تعتبر ما قاله تحديا، وتحاول أن تكون قصتك أفضل.
هذا الأمر شائع، حيث يقوم شخص بالحديث عن موقفٍ بحماس، ربما موقف صعب تجاوزه، أو انجازٍ يراه مهما، تم مباشرة بعد ذلك يُقبل شخص ويحاول أن يتجاوزه بالحديث عن موقفٍ يعتقد أن ما قام به فيه أفضل وأحسن من الشخص الآخر، أو لغرض إظهار أن تصرفه في نفس الموقف كان أفضل، حاول أن تقيس الحوار أولا، إن كان الكل يُشارك مواقفه وذكرياته، قلك أن تفعل ذلك، لكن لا تُشعر أحدا أنك أفضل أو أحسن وأنك تبحث عن التفوق عليه.
– الراوي الملحمي
أثناء الحديث وعندما يحين دورك لتروي قصتك، لا تُحاول أن تجعلها ملحمية، الإضافات يُمكن أن تجعلها مملة جدا، إذا كانت الواقعة بسيطة، فلا تنزع عنها هذه البساطة، أخبر الطرف الآخر بالأحداث كما حصلت وبشكلٍ مختصر، إن كان هنالك ما يثير اهتمامه أو أمر لم يفهمه، ففي الغالب سيقوم بطلب توضيح، أو أنه سيوجه سؤالا يُظهر أنه مهتم ويسير معك على نفس الخط.
لا تُحاول أن تُجمل ما قمت به بجعله يبدو ملحميا، كثيرون يفعلون ذلك بإضافة أحداثٍ ربما لم تحصل أو أنها حصلت بشكلٍ مختلف، أو أنهم يفصلون في بعض الأحداث الغير مهمة، وذلك لمُحاول جعل القصة أكثر إثارة للاهتمام، إن كنت تتحدث لشخص آخر وتتبادلان الحديث، فلا تأخذ كل الوقت لك، اجعل ما ستقوله مختصرا وقصيرا.
– الجدار
إنه الشخص الذي يوهم الطرف الآخر أنه مصغٍ، لكنه في الحقيقة يدعي ذلك في حين أنه شارد الذهن، إنه يُشبه الحديث لجدار. إن كان الشخص الآخر يتحدث إليك فحاول أن تُنصت، ولا بأس إن شردت أن تعتذر وتسأله أن يُعيد الحديث عمَا فاتك، الكل يقع في هذه المواقف، المشكلة ليست في أن يشرد ذهنك، المشكلة في أن تنتبه لذلك وتواصل في التفكير في أشياء آخرى وفي نفس الوقت توهم الشخص الآخر أنك تستمع.
حاول أن تكون مُستمعا جيدا، لا يكفي أن تتعلم ألا تُقاطع، ولكن ألا تنقطع عن الحديث أيضا، إن لم تكن مهتما بموضوع الحديث فلتُظهر ذلك من خلال حدثيك، بشكل محترم ولائق، وقد تقول للشخص الآخر أنك تعتذر لأنك تجد مشكلة في مواصلة الحديث عن نفس الموضوع لسبب أو لآخر، لكن لا تقع في خطأ أن تقول ما عندك، وعندما يبدأ الطرف الآخر في إبداء رأيه تنفصل وتفكر في شيء آخر.
– مُغير الموضوع
النقاشات الغنية لا تبقى في مسارٍ واحد في الكثير من الأحيان، وستجد نفسك في موضوع مختلف عمَا بدأت الحديث فيه، لكن ذلك يحصل غالبا بعد أن تصلا (أنت والمُخاطب) لموضعٍ في النقاش لم يعد فيه ما يُقال فيكون على واحدٍ فيكما أن يتحدث عن شيء آخر لكيلا تقعا في صمتٍ محرج، كما أنك قد تحتاج لتغيير الموضوع لأن النقاش انتقل له بشكلٍ سلس وطبيعي، إلا أن هنالك من يُغير على المواضيع وينتقل بينها بدون فواصل أو روابط.
إن فعل ذلك يُظهر أنك غير مهتم برأي الآخر، إن طرحت موضوعا أو فعل الشخص الآخر ذلك فعليك أن تشعر أن الشخص الآخر قد قال ما لديه، لا تطرح موضوعا وقبل أن يكون هنالك سبب لتغييره تفعل ذلك، خاصة في النقاشات التي يكون فيها أكثر من طرفٍ واحد، إن كنت ترغب في الانتقال لموضوعٍ آخر، فعلى الأقل لا تفعل ذلك إلا بعد أن تتأكد أن كل الأطراف قالت كلمتها، أو إن لاحظت أن الكل قد صمت ما يعني أن الموضوع قد أغلق، كما تستطيع أن تتدخل وتُغير الموضوع إن كان موضوع النقاش فيه احراج للطرف الآخر أو شعرت أنه يتهرب عن الإجابة أو يُحاول أن يتحدث عن شيء آخر.
تعلم أنه لا يكفي أن تكون مُتحدثا جيدا ومستمعا جيدا لتكون مُتحدثا ومناقشا يتميز بالاحترام والتقدير، بل عليك أيضا أن تنتبه لما تقوله ومتى تقوله، وإلى الأخطاء التي قد تسبب نفور الطرف الآخر أو تعطيل العلاقة معه، أو في أحيانٍ كثيرة خلق مشاحنات يُمكن تفاديها بالتعامل الحسن، خاصة في الحديث اليومي الذي تُجريه بشكلٍ ودي بدون غاية لإبراز التفوق أو إلحاق الخسارة بالشخص الآخر.
1. من كتاب Ces petits riens qui changent tout
صورة المقال: Designed by kjpargeter / Freepik