التأمل الذاتي: كيف لقعدة مع نفسك أن تُغير فيك الكثير
أتذكر واحدة من حصصِ الفلسفة، حيثُ جاد علينّا أستاذ الفلسفة جوادٌ بمعلوماتٍ مهمّة عن الاختيار واتخاذ القرار، وقد يكون ذلك ضمن إحدى حصصِ الوعي واللاوعي دون أن أتذكر، وقد أعطانَا مثالًا أتذكره ولا أتذكر شرح ما جاء معه كون الموضوعِ مربكًا: إن وجدت قميصًا أحمرا وآخر أزرقًا، واخترت الأزرق، قد تُعيد ذلك لتفضيلك للون، لكن ما أوصلك لهذا الاختيار أكثر من ذلك، وقد تكون مؤثرات كثيرة دافعًا لهذا الاختيار.
الفكرة أن أغلب الناس، في مواقفٍ كثيرة، يختارون بناء على سلسلة مُتصلة من الأسباب، لكن يرون أن السبب لهذا الاختيار أن اللون أعجبهم، ورُبما أنت كهؤلاء -وأنا واحد منهم بلا شك- قد أرتبك ويصعب عليّ الرد لو سئلت: “لما الأزرق وليس غيره؟” و”لما الأزرق في هذه الحالة ولونٌ آخر في حالات أخرى؟” وقد يكون الرد: “لأنه لوني المفضل” (الأزرق فعلًا لوني المفضل لكن لا أبني كل اختيارٍ للأوان على هذا الأمر فقط) “أو لأنّ اللون أعجبي” واللون يُعجبني في الملابس لكن ليس في الأثاث.
هذا مثالٌ بسيط، يُظهر التركيبة المعقدة والمُتشعبة التي تقف خلف اختيارات بسيطة في الحياة، عشوائية في الغالب، لم يُتعمّد اتخاذها بلا شك، فرُبما اخترت الأزرق لأن أحدًا أثنى على ملاءمته للون شعري، أو أنّي قرأتُ أن انطباع الناس يتأثر إذا ما لبست الأزرق (أمثلة عشوائية فقط). لكن سأختار الأزرق لحظتها دُون الحاجة لمعرفة الأسباب.
الفكرة من المقدّمة ليس الحديث عن الاختيار فهذا موضوع فيه من التعقيد ما فيه، لكن، متى آخر مرّة استوقفك اختيارٌ شخصي، وسألتَ نفسك بوضوح، لما هذا وليسَ غيره؟ كم مرة من بابِ الفضول، حاولت فهم تصرفٍ قمت به، ردة فعلٍ مُعينة، أو استرجعت ذكرىً سابقة أو موقفًا عشته، في محاولة لفهمه أو فهم الدافع منه؟
يُعتبر التأمل الذاتي، عملية سهلة الفكرة صعبة التطبيق مُرهقة إلى حدٍ ما إذا ما تعلّقت ببعضٍ من اختياراتنا المعقدة واختبارات الحياة، هي عملية استرجاعٍ واستعادة وتفحص وتحليل، الغرض منها ليس واحدًا، كثيرٌ منّا يقوم بها، عند غسلِ أسنانه أو في طريقه في الحافلة، أو بعد أن تضع رأسك على الوسادة محاولًا النوم، غير أنّها تفتقر للتحليل الواعي وتكون عشوائية في هذه الحالات.
– ما التأمل الذاتي؟
يُسمّى التأمل الذاتي كذلك لأنه عملية تأمل تتطلب الحضور (الانتباه أو اليقظة)، ولو أنّي أرى المقابل الإنجليزي (Self-reflection) يُقرب الوصف أكثر، لكن يُعرف التأمل الذاتي بأنه تِلك العملية التي تغوصُ فيها بشكلٍ واعِ -وهذا مهم- في أفكارك لغرضٍ محدد، هي عملية مُتحكم بها تسمحَ لك باسترجاع ذكرى أو موقف أو فعل لغرض تفحصه أو تحليله، كما يُمكن من خلالها محاولة البحث عن إجابة داخلية لسؤالٍ خارجي، كأن تحاول فهم ردود فعلك اتجاه العالم من حولك أو الناس ممن تتفاعل معهم، أو حتّى تفاعلهم معك وردود فعلهم اتجاهك.
قد يكون لعبارة Self-reflection ترجمة أفضل من التأمل الذاتي، لكن يُعرف قاموس كامبردج التأمل الذاتي كالآتي:
النشاط القائم على التفكير بأحاسيسك وتصرفاتك، والأسباب التي قد تقف خلفها.
التأمل الذاتي بتبسيط، هو قَعدة مع النفس، تسأل فيها وتجيب، ولا أعتقد أنّ هناك شرحًا أسهل من هذا الوصف لهذه العملية، لهذا ذكرتُ أنها عملية سهلة الفكرة.
أحّب أن أنظر لهذه العملية، بشخصٍ يقف أمام مرآة (لهذا أرى ملاءمة كلمة انعكاس في المصطلح الإنجليزي رغم دقة الكلمة العربية) الفرق أنّ انعكاسه في المرآة هو نسخة واعية، قادرة على الرد، حيثُ تتشارك وإياها كل شيء، لذا هي غير قادرة على الإجابة إلّا في حدود ما تعرفه أنتَ.
– ما الفائدة من التأمل الذاتي؟
سيرًا على نفس المثال، لنجعله وصلة بالواقع والعالم الملموس، أنت تنظر عادة للمرأة للتفحص والمُعاينة، تهذب شعرك وتمشطه أمام المرآة، وقد تنفعك المرآة لتُعاين لباسك، تناسق ألوانه، بعد ذلك، تتخذ قرارًا بناء على هذه العملية، لكن الأصل فيه، هو الملاحظة والتفحص، وتأتي بعدها ردة فعلك التي تُحسن أو تصحح أو تُصوب ما تراه يستدعي ذلك.
معنى ذلك، أنّك تقوم بالتالي: تبدأ بسؤالٍ أو هدف > تدخل نشاط التأمل الذاتي وتحاول البحث عن إجابة أو الوصول للهدف > وبعدها تخرج بردة فعل قد تكون خطة أو تصرفًا أو ردة فعل.
فائدة التأمل الذاتي هي نفسها، ولو أنّ تعريفاته أوسع والنشاط الذي يُوصل إليه غير محدد، لكن الفائدة المرجوة منه تبقى ذاتها، تُحاول أن تُركز على شيء مُحدد بغرض مُعاينته، تفصحه، تحليله أو فهمه، وذلك لبناء ردة فعلٍ عليه، قد تنتهي بالقبول أو الامتنان أو التخطيط وما إلى ذلك.
النشاط نفسه، هو نوع من التأمل (Meditation) مُجرد التوقف لالتقاط نفس عميق هو نوع من أنواع العناية الشخصية، وقد تحتاج التأمل الذاتي في مواقف عديدة، كأن تبحث عن الوضوح، وهي عملية مهمّة تُساعدك على استثمار مواردك بالشكل الصحيح، أو تبحث عن ربط الوقائع بالأفعال، مثلا قد تنتبه أن حالتك المزاجية تتغير إذا ما التقيت شخصًا معينا، أو أنك تفقد ميزة عندما توضع في موقف مُحدد… البحث عن الحلول قد يأتي لاحقًا، لكن التأمل الذاتي نافع بشكلٍ كبير لمعرفة ذاتك، التقرب إليها واكتساب الوضوح.
فهم الذات له أثر عظيم، فزيادة الوضوح تعني أنّك تفهم رغباتك بشكلٍ أكبر، بناء على ذلك، يمكنك معرفة ما يقودك نحو الإدمان أو التعلّق بعادات مُعينة، قد يظهر لك مكمن الخلل في علاقاتك مع الآخرين، يُحسن من قدرتك على اتخاذ القرارات، ويجعل حازمًا في اختياراتك.
يمكنك حتّى أن تُبسط المسألة لمُجرد إجابات لأسئلة من قبيل: هل أحب هذا الشيء؟ هل استمعتُ بهذا النشاط وهل يجب أن أكرره؟
– أهكذا توقف الوقت؟
ليس العالم الوحيد الذي يسير بسرعة، كل شيء يسير بسرعة، وإنْ لم تكن عائمًا وسط مشاغل الحياة وسرعة الأشياء غير المهمة التي تتطلب منك تدخلًا عاجلا لأنّ تلك طبيعتها وأنت اعتدت القيام بها دُون أن تسأل إن كانت مهمة أم لا، فإنّك تنتقل بشيء من العشوائية ودُون تخطيط بين الوظائف والمهام ولصوصِ الانتباه.
عدد كبير منّا يُعاني من فرط الاتصال، حيثُ يكون عندنا جهاز متصل بالإنترنت على الدوام، خاصة مع تطور الهواتف وتزايد سرعات الإنترنت وسهولة الوصول إليه، هذا يستهلك جزءًا مهمًّا من الطاقة ويسرق جزءًا كبيرا من الانتباه الذي يُمكن أن يُصرف في أشياء أهم.
اجمع بين الأمرين الآن، التأمل الذاتي يبقيك بعيدًا عن أجهزتك ويقلل من حالة الاتصال هذه، ويُساعدك أيضًا على معرفة ما تقوم به، اعتبره فاصلًا أو فقاعة عندما تدخلها يتوقف الوقت ويمكن أن تتحرك على مهل وتتأنى اتخاذ القرارات.
– كيف تُمارس التأمل الذاتي
هناك أنماط مُختلفة لذلك، أبسطها أن تبدأ بسؤال نفسك سؤالًا، أن تفتح لنفسك موضوعًا، مثلا بعد أن تقدم على خيار مُعين، أو قبل أن تقدم عليه، تأخذ نفسًا عميقًا وتحاول تحليل الفعل، سأعطيك مثالًا: أتتك دعوة لحضور حفل لكنك رفضت، الفعل انتهى، لكن قد تسأل نفسك: لما رفضت؟ وتحاول معرفة ما إن كان خلف ردة فعلك شعور أعمق، كأن تكون مترددا ولهذا رفضت، أو لا تقدر على الموافقة لأنّك ترفض دعوة تعلم أنك ستحضر مناسبتها وحدك وهذا مخجل…
مثال آخر مُختلف: تتفرج فيلما وتلهمك الشخصية، قد تستحضر ذلك في جلسة تأملك وتحاول معرفة لما ألهمتك هذه الشخصية تحديدًا، وما الرابط بينها وبينك، هل تراها نموذجًا لمن تريد أن تكونه أو هناك تصرفًا أعجبك في الشخصية أو صفة تتمنى لو أنّك تمتلكها؟ وهذا مثالٌ يقرّبك أكثر للجانب المتعلق باكتساب الوضوح، أمّا الأول فمتعلق أكثر بمحاولة فهم الذات.
المسألة مفتوحة، لا توجد عبارات تُكررها ولا وضعية تتخذها، الفكرة أنّك تبقى وحيد وأفكارك، لكن تذكر، تحتاج لاختيار هدفٍ من جلسة التأمل.
تلك القعدة مع النفس كيف تكون؟
قد أصف التأمل الذاتي بمزهرية، فيها أشكالٌ وأصناف، تختارها وتختارُ مكانها وتعتاده وتألفه، هذا النشاط في حد ذاته -أي كيف تُمارس نشاط التأمل- بعدها عندك ما تضع وسط المزهرية، شيء من البلاستيك أو ورد طبيعي؟ أخضر أم أحمر؟ هل تبحث عن التناسق بينه وبين ما تحت المزهرية من غطاء طاولة؟ وهكذا، وهذا هنا هو ما تتأمّل وتتفحص.
ممارسة التأمل قد يكون بالشكل التقليدي المُتعارف عليه، تجلس في وضعية مريحة، إن كُنت تمارس التأمل (Meditation) ولك طقوس (لا أتحدث عن الطقوس الدينية التي تُرافق اليوغا أو الزن أو التأمل مع المانترا…) كأن توقد شموعًا، تغلق عينيك، تتنفس بطريقة مُعينة، تطفئ نُور الغرفة، تستلقي، ترش مُعطرًا… كلُها نافعة هنا.
يُمكنك أيضًا أن تفعل ذلك وأنت تتمشى، وهنا تجمع بين فائدتين، المشي والتأمل، يُمكنك أن تستلقي، أن تجلس، افعل ذلك بالشكل الذي يُناسبك، لكن هناك شروط بسيطة، الأولى أنّك تدخل التأمل لغرضٍ مُعين، أنواع التأمل كثيرة، منها تهدئة البال وكتم الغضب أو جسدية كتحسين التنفس وتفريغ التوتر، لذا التأمل في حالتنا هدفه مختلف وواضح، التحليل والمُعاينة…
من المهم كذلك ألّا تتبع دليل تأمل، لأنَ أغلبها يُعيد تركيزك لتنفسك، أو يدفعك للتخيّل، تخلّ عن الموسيقى وغيرها، حتّى إن كانت جزءًا من طقوسك، لا تبحث عن المؤثرات الخارجية، لن أقيدك أكثر بخصوص هذا الجانب، لكن عندما تتمشى مثلًا وأنت تستمع للموسيقى أو كتاب صوتي أو حلقة بودكاست، فدماغك يعمل بشكلٍ مختلف جدًا عمّا إن تركته يسرح، أو ركزت على فكرة.
شخصيًا وجدت أنفع طريقة أن أستلقي ومذكرة ملاحظات إلى جانبي، أفعل ذلك أحيانًا وأنا أجلس، وبعدما أكمل جلسة التأمل أكتب وأدون، يفيد ذلك كثيرًا في عدم فقدان حبل الأفكار وعدم ضياع الأجوبة، كما أنّ تدوين الغرض والغاية أو السؤال قبل التأمل وتدوين ما حصلت عليه من إجابات بعد ذلك على الورق أنفع عند مراجعته، ويُمكنك في كل مرة أن تزيد عليه.
⌚ أمّا بخصوص الوقت، فيعتمد على المتوفر عندك، وعلى راحة البال وطاقتك الجسدية اللازمة للتفكير وما إلى ذلك 5 دقائق تفيد، 30 دقيقة تنفع، أكثر أو أقل، جرّب وحدد.
– لما كتابة الملاحظات أمر مهم؟
يتوقف على ما دوّنت، أحيانًا في جلسة التأمل تصل بابًا مسدودا، أو بعد أن تتوضح لك الأسباب إن كانت جلسة التأمل متعلقة بالبحث عن الوضوح، يُمكنك المواصلة على ما وصلت إليه بعد جلسة التأمل، كأن تبحث عن الكتب والمصادر والمحتويات التي ستنفعك لإيجاد إجابة، أو يُمكنك وضع ملاحظاتك كمنطلق للتخطيط، حيثُ تبني عليها.
مراجعة ما كتبت هو أيضًا نوع من التأمل فيما تأمّلت، هو تحليل للنتائج، وعليه يُمكنك أن تخطط وتجد المزيد من الإجابات.
دعني أضرب لك مثالًا مجددا، قلنا أنّك تفرجت فيلمًا وألهمتك الشخصية، في جلسة التأمل ربطت بين حلم الشخصية وحلمك الشخصي، فلنقل أن الشخصية سافرت لبلدٍ أجنبي للمشاركة في عملٍ تطوعي، وقد مسّك ذلك، قد تكتب هذا الأمر في مذكرتك، وبعد جلسات تكتسب فيها الوضوح عمّا تُريد القيام به، تأخذ كل ذلك وتبحث عن طريقة لتنفيذه.
– فيما يُمكنني استخدام التأمل الذاتي؟
هو كما وصفته في البداية جلسة تأمل تسأل فيها وتُجيب، تستطيع فيها التقرب لنفسك وفهمها بالشكل الذي يُناسبك، بعضٌ مما يمكنك القيام به في جلسات التأمل:
– اكتساب الوضوح: عملية تقوم فيها بالتفكير في مسألة مُعينة، كاختيار شخصي، أو هدفٍ مُعين، محاولا إبعاد طابع العشوائية عنه، وقد يصل الأمر لأسئلة أعمق، كهدفك في الحياة والأثر الذي تُريد تركه.
– البناء بعد الندم: قد يُساعدك التأمل الذاتي على استرجاع خطوات أقدمت عليها، قرارات اتخذتها، أو تصرفات بدرت منك، تتميز بأنّها تُشعرك بالندم، يمكنك استحضارها واستحضار القرارات الصائبة لتصحيحها، أو مسامحة نفسك عليها، إيجاد طرقٍ بديلة أو اعتمادِ الندم لتفادي الخطأ مستقبلًا.
– فهم الذات: بتحليل موقف مُعين أو تصرف مُحدد، يمكنك محاولة ربط الحدث الخارجي بتصرفاتك وشعورك الداخلي، مثلًا قد تتردد في الإقدام على خطوة في صالحك، لكن تبحث عمّا يقف خلف التردد، كالخوف من المجهول أو مانع مُعين.
– لتطوير مهاراتك: يُمكنك النظر في هدفٍ معين، و البحث عن المهارات التي ترى أنّك تحتاجها، وربط ذلك بمهاراتك الحالية، قد ترغب مثلًا في أن تكون مؤلفًا لكن تعتقد أنك لا تقدر، جلسة تأمل ذاتية قد تساعدك على معرفة المهارات التي تعتقد أنك تفتقر إليها لتطويرها.
– الاطلاع على بوصلتك الأخلاقية أو حدودك الشخصية: قد تصدر عن الآخرين تصرفات مؤذية، يُمكنك أن تحللّها لمعرفة ما إن كان ذلك بسبب نقصٍ منك (كأن تعتبر انتقادًا لعملك هجوما شخصيًا أو عدم رد شخص على رسالتك فوريًا إساءة لعلاقته بك) لتصحح الخلل في ردة فعلك أم كان بسبب تجاوز إحدى خطوطك الحمراء أو عدم ملاءمة ذلك لبوصلتك الأخلاقية (كأن يتأخر شخص عن موعد أو يشارك رقمك دُون اذن)…
– استنباط الدروس من الألم: الأحداث المؤلمة قد تكون مصدرًا غنيًا بالدروس، مراجعتها ومحاولة استنباط الدروس منها، يُقوّي ويعزز الثقة بالنفس، ويُشعر المرء بقدرته على تجاوز الصعاب لأنّه يملك دليلًا أنه سبق وفعل ذلك.
– فرز المواقف والنشاطات: يُمكنك استرجاع المواقف والأحداث وحتّى الأنشطة التي قمت بها خلال فترة مُعينة، كاليوم أو الشهر أو السنة أو حتّى أكثر، بعد ذلك أجري عملية فرزٍ حسب ما تبحث عنه من عملية التأمل، مثلًا، اسأل نفسك ما هي النشاطات التي ساعدتك على الاقتراب من أهدافك في سبيل تركيز جهد أكبر اتجاهها.
التأمل الذاتي يُمكن أن يكون غاية أو هدفًا أو طريقًا، المهم فيه، أن تكون خلاف أغلب الأشخاص ممن لم يسبق لهم أن مارسوه، شخصًا مؤمنًا بأهمّيته، قد يكون مؤذيًا أحيانًا إذا ما كان مصدرًا لجلد الذات أو التفكير الزائد عن الحد، لذا مهم أن تروض العادة لتلائمك وتناسبك، استخدمه لاكتساب الوضوح مثلًا، لتطوير نفسك، لمراجعتها. أديت وظيفة، اجلس واسأل نفسك إن كُنت راضيًا عن ذلك وكيف تطور نفسك، ما إن كان عمل مُعين تقوم به يسير بك في الاتجاه الذي تُريد، الباب مفتوح، ولا تحتاج لتقييد العادة.
الغاية في النهاية، أنْ تقتطع لنفسك وقتًا، وأن تتحلّى بالصدق في حديثٍ ذاتي، لن تجد مستمعًا له أفضل من نفسك.