‫الرئيسية‬ مقالات كيف تُحدد أهدافا بشكل أفضل وترفع حظوظ تحقيقها (الدليل البسيط)
مقالات - 04/10/2017

كيف تُحدد أهدافا بشكل أفضل وترفع حظوظ تحقيقها (الدليل البسيط)

من الشائع أن يضع الأشخاص الأكثر كفاءة والناجحون أهدافا على الدوام، لكن ذلك ليس حكرًا عليهم، والكل في الحقيقة يضع لنفسه أهدافًا وغالبا دون أن يكون لذلك دافع فعلي، الرغبة في تغيير شيء أو الحصول على شيء أو بلوغ حالة مُعينة كلها أهداف، المشكلة أن أغلب الأشخاص يضعون الأهداف في فراغ، فلا تقف خلفها خطة تسمح بالوصول لها، فتبقى دائما في دائرة التمني، أو أنه لا يوجد تقييم فعلي للهدف، فلا يكون من السهل إطلاقا معرفة ما إذا كنا قد وصلنا فعلا للهدف أم لا.

في هذا المقال ستتعرف لطريقة تسمح لك بأن تُحدد أهدافك بشكل أفضل، أبقِ هذه الطريقة مرنة، ولا تخجل من أن تضيف لها ما تراه مناسبا لك، لكن توقف من الآن عن تحديد أهدافٍ في فراغ، وابدأ بالعمل بشكل أفضل لتضع أهدافًا أفضل.

– يُمكنك الاستماع للحلقة 4 من بودكاست شانية حيث أتحدث عن تحديد الأهداف فيها.

خطوات تحديد الأهداف

1 – أكتب الهدف

لعل الخطوة الأولى التي يتفق عليها الكل، والتي ستجد عادة في أية طريقة مُخصصة لتحديد الأهداف هي كتابة هدفك، كشخصٍ عادي، ستكون لك عشرات الأهداف، وربما تتضاعف القائمة كل سنة، ولن يكون من السهل إطلاقا متابعة كل هذه الأهداف، وربما تُعطى الأهمية لأهدافٍ غير مهمة لأنها أسهل، كما أن الوقت الذي ستأخذ للوصول لهدفٍ لا تقف خلفه خطة عمل سيكون أطول، لأنك قد تضطر في الغالب للمحاولة من جديد لأن الحياة لم تسمح لك بالمواصلة في نفس الطريقة، لذا كخطوة أولى، أكتب هدفك، بالصيغة التي تريد، ومهما كان الهدف الذي تريد أن تصل إليه.

2 – الهدف الحقيقي (الهدف المُتخفي)

المشكلة مع أغلب الأهداف أنها في الحقيقة ليست أهدافا وإنما خطة عمل، قراءة 25 كتابا قد يكون هدفك للعام الحالي، أو أن تفقد 10 كيلوغرامات في سنتين، يُمكنك طبعا أن تضع هذه الأمور كأهداف، لكن من المهم أن تربطها بالهدف الحقيقي، ما أحب أن أطلق عليه “الهدف المتخفي” لأنه وببساطة ما نبحث فعلا عن تحقيقه، لكن نقع في الخطأ الذي يجعلنا نضع ما سيقودنا له كهدف.

لكشف الغطاء عن هدفك الحقيقي ما عليك سوى أن تسأل نفسك “لما أريد أن أحقق هذا الهدف؟” أريد أن آكل المزيد من الخضروات كل يوم، لماذا أريد فعل ذلك؟ للحصول على صحة أفضل، الهدف الذي سيدفعني ليس أكل سلطة، وإنما الحصول على صحة أفضل، ما عليك بذلك سوى أن تكتب هدفك الحقيقي بدل الهدف الأولي، أو أن تكتبهما معًا، بحيث يكون الهدف المخفي هو الدافع.

سيصبح الأمر بالاحتفاظ بنفس المثال: سآكل المزيد من الخضروات للحصول على صحة أفضل، وطبعا هذا مثال عام، الأهدف يُمكن أن تشمل كل شيء، من الأهداف الصغيرة والبسيطة للكبيرة، وهذا الدليل بسيط، لذا أنا أتحدث عن كل شيء بشكل عام بما في ذلك الأهداف.

3 – أهمية الهدف

حتى وإن حققت هدفا، سيكون لك دائما أهداف جديدة، وربما تجر معك نفس الأهداف لسنوات، تحديد أهدافٍ غير مهمة سيُغطي للأسف على الأهداف المهمة التي إن حققتها سيكون لها أثر أكبر على تحسين حياتك، لذا من المهم أن تقيس أهمية هذه الأهداف، ومن البسيط فعل ذلك من خلال أمرين.

أولا:
تخيل أنك حققت الهدف. اجلس مع نفسك بعد كتابة الهدف، تخيل نفسك في الحالة التي تريد أن تكون عليها، حصلت على الشيء الذي ترغب بالحصول عليه، حاول أن تتخيل الأثر الذي سينتج عن تحقيق هذا الهدف، كيف تشعر؟ أترى أن هذا الهدف يستحق الجهد الذي ستضعه فيه؟ الوقت الذي ستستثمر للوصول إليه؟ سترى من خلال ذلك أن هدفا مثل قراءة 30 كتابا في السنة لن يولد شعورا فريدا، لأن الهدف هنا ليس المهم، في حين أن الهدف الذي قد يكون قراءة 30 كتابا للتقدم أكثر في حياتي الشخصية أو العملية… سيكون أقرب لك، وتحقيقه سيكون مرتبطا بهدفٍ أكثر أهمية بالنسبة لك.

ثانيا:
تخيل أنك لم تحقق الهدف. نعم، فبعض الأهداف لا تولد شعورا فريدا من تحقيقها بالقدر الذي تفعل إن لم نفعل، العادات الصحية التي تُؤثر على حياتنا مثلا، إن كنت في حالة صحية ممتازة وكنت تدخن، فسيكون من الصعب عليك أن تُولد شعورا من تخيُّل أنك أقلعت، في حين أنه إن تخليت العكس ستجد أن الكثير يمكن أن يحصل، لذا سيكون الدافع أقوى.

بفعل ذلك يمكنك إما إعادة فلترة أهدافك وإعطاء الأهمية لأهدافٍ أخرى، لأنه من المستحيل أن تُحقق كل شيء دفعة واحدة، أو يُمكنك أن تعود للنقطة السابقة وتعيد تحديد الهدف الحقيقي أو المتخفي، بحيث يولد إحساسا أفضل وأكثر وضوحا.

كتابة خطة على مذكرة

4 – الخطة

رغم أنك أوجدت الهدف الحقيقي، فإنه مازال هدفا مفتوحا، وعادتنا أن نضع لأنفسنا الكثير من الأهداف المفتوحة. “أريد أن أفقد الوزن” “أريد أن أتمتع بصحة أفضل” “أريد أن أحصل على المزيد من المال” “أن أنجح في مشروعي الجديد” لكن متى سيعتبر النجاح نجاحا؟ الأهداف يجب أن تُربط بطريقة تُسهل عملية تقييمها، وفي نفس الوقت يجب أن تكون ملموسة، حيث نضعها في إطارٍ زمني محدد.

4.1 – قياس متطلبات الهدف

قبل أن تبدأ بوضع خطة عمل، عليك أول أن تضع الهدف في إطار زمني، ويتم ذلك بقياس متطلبات الهدف، ما إذا كنت ستحتاج للحصول على أشياء معنية قبل أن تبدأ العمل، أو ربما تحتاج لمُساعدة، أو أيا يكن، بالإضافة للوقت الذي ستحتاج للوصول للهدف، أحيانا يكون من الصعب قياس المدة الكافية لتحقيق هدف، لكن يمكن أن تضع ذلك بشكل تقريبي فقط.

4.2 – نقطة الوصول

بعد كتابة الهدف ومعرفة مالذي ستحتاج له لتحقيقه، يبقى عليك الآن أن تضع له نقطة وصول، تاريخ مُحدد ستكون قادرا فيه على شطب الهدف من قائمة أهدافك لأنك وصلت إليه، أو العكس، معاودة المحاولة بشكل أفضل، من المهم أن تضع تاريخا مُحددا لكي تشعر بعامل الوقت، لأنه مهم جدا في تحقيق الأهداف.

4.3 – المراجعة

لكي تتأكد أنك على الطريق الصحيح، ولتعاود تحديد نقطة وصول أفضل، ولقياس تقدم الهدف، لا بد أن تُراجع الهدف من وقتٍ لآخر، الحماس الذي يدفعك بداية السنة لكتابة الكثير من الأهداف سيختفي، وإن لم تضع وقتا لمراجعة أهدافك ففي الغالب ستجد أن مسؤوليات الحياة قد غطتها تماما، وسيكون عليك البدء من جديد، تحديد إطار زمني للهدف لا يُعطيك دافعا إضافيا وحسب، وإنما سيعطيك فكرة عن عدد المرات التي يجب عليك فيها مُراجعة الهدف، كل أسبوع مثلا، كل نهاية شهر، كل نصف سنة…

إذا ما تهاونت أو تكاسلت، فإنه عليك أن تجلس وتُقيم تقدمك، وسيكون أسهل عليك العودة للطريق الصحيح ما إن أهملت أهدافك، خاصة المهمة منها.

4.4 – التقييم

الوصول لنقطة النهاية لا يعني أبدا أن الهدف قد تحقق، بل لا يعني تحقيق الهدف العام تحقيقا للهدف ما إن لم تكن لديك طريقة للتقييم، لنتخيل أنك شركة تبيع منتجا، تحقيق أرباحٍ قد يكون هدفا عاما، لكن لا بد من قياس هذه الأهداف، لذا تُربط أدوات تقييم بهذه النوعية من الأهداف غالبا، مثلا الوصول لنسبة أرباح تصل 10%  مقارنة بالعام الماضي، أو الحصول على حصة سوقية أكبر، يجب أن تفعل ذلك أيضا، اربط أهدافك بأدوات تقييم، بذلك عندما تصل نقطة النهاية، ستكون قادرا على معرفة ما إذا حققت الهدف بالشكل الذي تطمح إليه أم لا.

مثلا، إن وضع كهدفٍ “قراءة 25 كتابا لتوسيع دائرة معارفي” فيمكن أن تكون أدوات التقييم: أن تكون كل هذه الكتب نافعة، أن تشعر أنك حصلت منها على فائدة، أنك تعلمت 10 أشياء إضافية، تعلمت شيئا واحدا ساعدك على تحسين شيء في حياتك… بهذا الشكل، حتى إن قرأت 25 كتابا، فإنك ستكون قادرا على قياس درجة النجاح بشكل أفضل.

– النهاية

أنت تملك كل شيء بخصوص هدفك الآن، لديك هدف، ولديك هدف حقيقي، الهدف يمتلك إطارا زمنيا، نقطة نهاية، وقتا للمراجعة، بالإضافة لأدوات للتقييم، وما يبقى عليك سوى بدء العمل لمحاولة الوصول إليه.

درج

من أين أبدأ؟

مشكلة الأهداف أنها مختلفة، بعضها مُحدد بشكل أكثر من أهدافٍ أخرى، لذا قد يكون من الصعب عليك البدء، لذا أريد منك أن تعمل بمبدأي التبسيط والتدرج.

التبسيط:
إسأل نفسك السؤال التالي عند الانتهاء من تحديد كل شيء بخصوص الأهداف: ما هو الشيء الذي يُمكن أن أبدأ به من الآن؟  واجعله بسيطا إلى أقصى درجة ممكنة، تريد أن تستيقظ باكرا على نهاية السنة؟ يمكنك أن تبدأ بالاستيقاظ بخمس دقائق فقط عن موعدك المعتاد، بهذا الشكل ستضمن أنك بدأت من الآن، وأنك بدأت بشكل بسيط يضمن لك أن تستمر.

التدرج:
ببساطة، كلما أحسست أنك قادر على إضافة القليل لما تقوم به افعل ذلك مع الحفاظ على بساطة الفعل، إن كنا سنواصل على نفس المثال، إن كنت ستستيقظ بخمس دقائق فقط كل يوم، واعتدت على الأمر، يمكنك أن تضيف خمس دقائق إضافية، وهكذا إلى أن تصل لهدفك، تقييم الهدف ومراجعته ستساعدك على فعل ذلك، ويمكن دائما أن تعود للنقطة السابقة، فلا تتخلى إطلاقا على هدفك.

– فشل الهدف

إن كنت أحب شيئا بخصوص هذه الطريقة، فإنه أنها ناجحة حتى وإن فشل الهدف، سواء كليا أو جزئيا، وذلك ببساطة لأن لديك بيانات مكتوبة وواضحة، ستكون لديك فكرة كاملة عن الوقت الذي أخذت للانتقال من نقطة لأخرى، الأشياء التي قمت بها، ما ساعدك، ما كان مضيعة وقت أو جهد، ما يُمكن أن تحسن، وأمورٍ أخرى، وبهذا الشكل يُمكن أن تعيد كتابة خطتك بشكل أفضل وأكثر وضوحًا.

أتمنى أن يكون هذا الدليل بسيطا بشكل كافٍ ليسهل تتبعه، وكما ذكرت، أبقه مرنا، أضف إليه ما أنت بحاجة لإضافته، تعلم، غيّر، واكتسب مهارات جديدة تجعلك خبيرا في وضع الأهداف والوصول إليها.

* مبني جزئيا على طريقة MOMA لتحديد الأهداف.

أعجبك المقال والمحتوى؟ ابق قريبًا من شانية

📌 توصل بتحديثات الموقع وجديد المقالات والمحتوى عبر بريدك

⚠ يمكنك إلغاء اشتراكك لاحقًا في أي وقت بضغطة زر
اشترك
نبّهني عن
guest

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments