نظرة على طريقة عمل العادات (كيف تعمل العادات؟)
العادات ليست روتينا مرافقا، العادات هي الحياة، هي ما تشكل الحياة، إنها ما يُكوننا ويُشكلنا، إذا استطعت أن تؤمن بذلك، فسيكون من السهل عليك أن تُغير حياتك للأفضل، لن أقول أنك ستغيرها كما تريد، لكن فهم طريقة عمل العادات يجعلنا نكتسب القدرة على تحليل أي عادة سواء للتخلص منها أو اكتسابها، وبالتالي جعل حياتنا أفضل.
أيا كانت العادة، حتى وإن كانت صغيرة جدا، فإنها تعمل بنفس الشكل، ومعرفة الطريقة التي تعمل بها العادات مهمة جدا وتسمح لك باكتساب عادات إيجابية والتخلص من العادات السلبية، ليس هنالك طرق سهلة أو سحرية لفعل ذلك، وحتى العادات البسيطة كقضم الأظافر قد تشكل تحديا كبيرا، المشكلة أن الكثيرين لا يعملون على عاداتهم بالشكل الصحيح، بقدر ما يعملون عليها لأنهم متحمسون، وربما سمعتم ذلك مرارا وتكرارا، لكن من المهم دائما تكرار ذلك، الحماس وقود يحترق بسرعة، بعدها تقف الإرادة وتدفع بالأشخاص للأمام.
العادات، كيف تعمل؟
أي عادة تتشكل على شكل سلسلة، أو حلقة (أنظر الشكل 1 و2) حيث أن لكل عادة مولدا، معنى ذلك أن العادة لا تتولد من تلقاء نفسها، هنالك شيئ يولدها أو يُفعّلها، زناد إن أحببتم أن نشير للأمور بهذا الشكل، تضغط عليه فيتم تفعيل العادة، هذه هي الحلقة الثانية من سلسلتنا، العادة، أي الروتين الذي تُقدم عليه، تضغط الزناد فتنطلق العادة، تفتح الثلاجة (مولد) فتأخذ علبة مشروب غازي (عادة). تجلس على الكنبة (مولد) فتأخذ لوحيك (عادة). تشاهد فيلم رعب (مولد) فتتوتر فتقظم أظافرك (عادة) وهكذا.
بعدها لدينا النتيجة، يُشار إليها أيضا بالمكافآة، ولا يعني أنها مكافأة من النوع الإيجابي، بل سميت كذلك لأنك تحصل عليها بمجرد الاقدام على العادة. قد تكون النتيجة سيئة، لكن أنت غير مدرك لذلك، أو مدرك ولا ترى أنه بإمكانك تغييرها، من السهل أن تجد شخصا يقول: “أنا أفعل كذا، هذا أنا” ونتقبل الأمر، في حين أنه علينا أن نتعلم أن ندفع عنا ما يضرنا، لكن نحن لم نتعلم ذلك لأن الطريقة التي نعيش بها قائمة في جزء كبير منها على النسخ أو التقليد، إننا ننسخ ممّن يحيطون بنا طريقة عيشهم، تم نُكوّن عاداتنا بناء على النتائج والتجارب التي حصلنا عليها، وفي الأخير هذه العادات تُشكّلُنا وتكوّنُنا.
الشكل 2 يُساعد على تبسيط آلية عمل العادات بشكل أفضل، لأنها حلقة مغلقة، تدور وتدور وتدور بلا انقطاع، دائما نطلق العادات بضغط الزناد، تتفعل العادة ونحصل على النتيجة، ويستمر الأمر لسنوات وسنوات وسنوات، وربما لو طلبت منك ذلك لكنت قادرا على أن تُحدثني عن عادة واحدة على الأقل اعتدت القيام بها من الصغر، أو من خمس سنوات…
العادات تُشكل الحياة وهي الحياة، لذا ستكون دائما منكبا عليها، راغبا في أن تكون عاداتك أفضل.
العادات غير ثابتة، العادات ليس أبدية، إنها كأي أمرٍ آخر زائلة، مهما كانت مُتجذرة ومن الصعب إزالتها، أنت تستطيع وقادر على ذلك، بطرق عديدة، لكن عندما تتعرف على آلية عملها فأنت ستكون قادرا على عرقلة هذه السلسلة، قادر على كسرها، وسترى أن المشكل ليست في العادة أو الروتين وإنما في المولد، في الزناد، إن استطعت إيقافه، استبداله أو كسره، أو تغيير العادة التي تتولد عن طريقه، فسيكون أسهل عليك أن تتخلى أو تكتسب عادة جديدة، لم أقل من السهل، وإنما أسهل، إن العادات تتحرك وفق ظروفنا، لذا من المهم أن تعلم أن الفشل في تغيير العادات أو اكتساب عادات جديدة هو أمر طبيعي ولا يجعلك ذلك تتراجع، لأن العادات تُشكل الحياة وهي الحياة، لذا ستكون دائما منكبا عليها، راغبا في أن تكون عاداتك أفضل، ومن هنا يبدأ طريق السعي نحو الأفضل بلا شك.
كيف أكتسب عادات جديدة؟
يُمكنك الاستماع ( أو مُشاهدة) الحلقة الأولى من برنامج شانية للحصول على لمحة لطريقة فعل ذلك.