مراجعة كتاب: Mindset: The New Psychology of Success

عقلية النمو والعقلية الثابتة، كم مرة سمعت عن هذا الأمر؟ لا يكاد يمر عليّ كتاب جديد في مجال تطوير الذات إلّا ويتحدث عن اكتساب العقلية الصحيحة للنجاح، والبعض يقتس مباشرة من كتاب “Mindset” ويعتبره الأساس، بعد القراءة، يُمكنني أن أرى نفعه، ولكن هناك بعض الأشياء التي كان بالإمكان اختصارها، كالعادة في كُتب النوع بلا شك.

– معلومات الكتاب (نسخة المراجعة)

– الكتاب (العنوان الأصلي): Mindset: The New Psychology of Success
– النسخة العربية: ‎طريقة التفكير : السيكولوجية الجديدة للنجاح‎
– النوع: تطوير الذات – علم النفس
– الأدب/المصدر: الولابات المتحدة الأمريكية
– تأليف: Carol S. Dweck
– ترجمة: غير محدد
– عدد الصفحات: 276
– دار النشر: Random House
– تاريخ النشر: 2006
– الكتاب على Goodreads: إنجليزية | عربية
– ابحث عن الكتاب: جملون | نيل وفرات | Scripd | bookdepository

تابع مراجع هذه الرواية عبر الضغط على الصورة:

– المحتوى

عقلية النمو والعقلية الثابتة، هما عقليتان متضادتان، لكهما حاضرتان دائمًا، يعتمدان على الإدراك من أجل التغيير، الكتاب يتحدث عن عقلية النمو، وهي العقلية (ويُقصد فيها حالة التفكير المتعلقة بدماغك) التي تُؤمن فيها بأن قدراتك، مهما كانت حالتها الحالية يُمكنها أن تتطور، وأنك بمواجهة العراقيل، لديك القدرة على تخطيها بالتعلم والممارسة، كأن تكون سيئًا في الرياضيات، فتقول “أنا سيء في الرياضيات الآن، ولكن يُمكنني التعلم والتطور” هي العقلية التي تُشجع حالة النمو.

في المقابل، العقلية الثابتة كما يُشير الاسم، تتحدث عن الحالة التي تؤمن فيها بأن لك قدرات مُحددة معينة ثابتة، وأنك غير قادر على التحسن والتطور، فإمّا أن تكون جيدًا في هذه المهارات أو لا تكون، وبربط الأمر بنفس المثال في الأعلى، فستقول : “أنا لا أجيد الرياضيات” وستأخذها وكأنها حالة ذهنية لا يُمكن تغييرها أو التأثير عليها.

الكتاب يتحدث عن هتين العقليتين، إضافة للحالة التي تقع بينهما، وهي عقلية النمو الزائفة، والتي تعتقد فيها أنك تمتلك عقلية النمو، في حين أنك على النقيض تمتلك عقية ثابتة ولكن لأسبابٍ معينة ترى أنك تمتلك العقلية التي ستُساعدك على النمو.

– تحليل المُحتوى

فكرة الكتاب تدور بشكلٍ رئيسي حول العقليتين، عقلية النمو والعقلية الثابتة، وقد ذُكرت المعلومات حول هذا الأمر بتفصيل كبير، إلى درجة أن الكاتبة قد قسمت الكتاب إلى فصول حسب توظيف العقليتين هتين في الرياضة وكذلك الدراسة والعلاقات وغيرها، ما قد يكون مُساعدًا جدًا لفهمهما، فعندما نتحدث عن عقلية النمو والقدرة على التطور والتحسن، قد يربطها البعض بالقدرات الذهنية أو المهارات المتعلقة بالتعلم فقط، إلّا أن الكتاب يشرح بشكلٍ جيد كيف يُمكن أن تؤثر العقلية المناسبة على كل مناحي الحياة.

No! Its true that effort is crucial-no one can succeed for long without it -but it’s certainly not the only thing. People have different resources and opportunities.

في بداية الكتاب بعض الأسئلة التي يُمكنها أن تُساعك على معرفة ما إن كُنت تمتلك عقلية النمو أوالعقلية الثابتة، وذلك دون تخطي الجزء الأول من الكتاب، بالإضافة لبعض الأفكار التي من المطلوب عليك الإجابة عليها بما يتناسب مع ما تؤمن به. الذي انتبهت إليه أحيانًا، هو أن الكاتبة تأخذ بعض القصص والمواقف التي تتحدث فيها عن امتلاك شخصية معينة عقلية النمو أو عكس ذلك، إلّا أن المشكلة أنه من الصعب الحكم على ما إن كان أصحاب هذه القصص يمتلكون عقلية النمو حقًا، أم كانت لهم طريقة تفكير معينة، البيئة أحيانًا تكون مؤثرًا كبيرا، وليس من السهل الحكم على أن سبب نجاح شخصٍ معين هو امتلاكه لطريقة تفكير معينة، هي إسقاط مباشر لرأي المؤلفة على أبطال هذه القصص، فيما قد يُخالف طبيعتهم في الحقيقة.

رغم ذلك، في الكتاب بعض الدراسات التي أجربتها المؤلفة بنفسها، والتي بناء عليها خرجت ببعض النتائج المُثرية، ويُمكن أن تُغير طريقة تفكيرك بشكلٍ كبير، كمسألة الاعتياد على الثناء على المجهود بدل الذكاء عندما يتعلق الأمر بتربية الأطفال، كأن تقول له: “أنا فخور بك بسبب العمل الكبير الذي قمت به لتنجح” بذل أن تقول له: “أنا فخور بك لأنك نجحت، أنت ذكي للغاية”

– كيف قُدم المحتوى؟

تقسيم الكتاب جيد، مبني على فصول، بعناوين كبيرة بين الفقرات تُسهل عليك العودة لنقاط معينة، إلّا أن الكتاب يُعاني من تكرار كبير للغاية، بل يبدو وكأنه كُتب بتخطيط مُعين وأضيفت له فقرات في مواضعٍ مختلفة دون انتباه، هذه المشكلة تواجهني مع الكثير من كُتب تطوير الذات، الإطالة في هذا الكتاب تكون أحيانًا مملة للغاية، حتّى عندما تسرد الكاتبة بعض القصص التي من شأنها أن توضح فكرتها، فإنها تفعل ذلك بشكلٍ أكاديمي، وغالبًا ما يكون رتيبًا للغاية، هذه القصص على أي حال تُعزز مُحتوى الكتاب، تجاوَزها إن رغبت في ذلك.

that, as Nadja suggests, it robs you of all your excuses. Without effort, you can always say, “I could have been [fill in the blank]. But once you try, you cant say that anymore.

على خلاف ما قد يُشير إليه العنوان، الكتاب ليس كتاب علم نفسٍ مُجرد، يتحدث عن ذلك بلا شك، إلّا أنه سهل وموجه للعامة من الناس، ولهذا ربما عانى من التكرار الكبير في أفكاره، وكأن الكاتبة تخاف أن يفقد القارئ العادي رأس الخيط، فتعود لتذكيره بنفس الأشياء مرارًا وتكرارًا، لبعض الناس، قد يكون ذلك جيدًا لتثبيت المعلومة، أو ربما لأنني مطلع بشكلٍ كبير على مسألة العقلية هذه، وجدت فيه تكرارًا كبيرا، لكن لست الوحيد الذي يتقف مع هذه المسألة.

الجوانب التطبيقية تختصر محتوى الفصول، وفي نفس الوقت تُعطيك بعض الأدوات البسيطة لمحاول اكتساب عقلية النمو، وأعتقد أن فهمك للفكرة وقراءة هذه الأجزاء سيكون كافيًا للحصول على كل النفع من الكتاب، بقية الأمور للإستزادة أو لمحاولة فهم السبب الذي يجعل الكاتبة تؤمن بأمر دون آخر.

 استوقفني في الكتاب

كُنت على معرفة مسبقة بمسألة العقليتين هته، إذ أنني أخذت دورة تدريبية قبلها مبنية على الكتاب، إلّا أن هناك نقطة فاتتني، وهي عقلية النمو الزائفة، وهي الحالة التي تعتقد فيها بسبب إحدى صفاتك الحميدة، كأن تكون منفتحًا، أنك تمتلك عقلية النمو، والكاتبة توضح أن هناك فرقًا كبيرًا بين أن تكون مُنفتحًا وأن تكون لك عقلية النمو، ويمكنك قراءة كل شيء عن ذلك في الفصل 8 من الكتاب الذي يذكر بعض الإضافات بهذا الخصوص.

– لقراءة أفضل

اقرأ الكتاب على فترات وإلّا أحسست بتكرار كبير فيه، لا تخجل من تخطي القصص التي لا تراها تخدمك، كالفقرات المتعلقة بالرياضيين، اقرأها من باب العلم بالشيء إن أردت، لكن إن كُنت ترغب في القراءة والتطبيق وكتابة ملاحظات يُمكنها إفادتك، فأعتقد أن قراءة الكتاب بتأنٍ وبفهم كل الأجزاء التي تهمك سيكون له نفع كبير.

You have to apply yourself each day to becoming a little better. By – applying yourself to the task of becoming a little better
Each and every day over a period of time, you will become a lot better.

فكرة الكتاب مشروحة أيضًا في حديث الكاتبة في هذا الفيديو، ما في الكتاب أشمل ويُغطي بعض الجوانب الإضافية، كما أنه يجيب على عددٍ لا بأس به من الأسئلة الثانوية، الملخصات في الغالب تتحدث عن عقلية النمو والعقلية الثابتة فقط، لهذا رغم الملل الكبير الذي أصابني وأنا أقرأ، مازلت أرى أن نفع الكتاب سيكون أكبر، لكن فهم الفكرة لن يكون صعبًا إن اعتمدت على مصدر خارجي.

– مُلخص لما قيل

الكتاب قد يكون مملًا للغاية، لكن الفكرة فيه مهمة جدًا، يُمكنك أن تجد فكرة العقلية في كل المجالات، وكثيرًا ما ستُصادفك هذه الكلمة في مجال تطوير الذات كثيرًا، لذا من الجيد للغاية أن تكون مُطلعًا عليها، وأي مصدر مُناسب أكثر من الكتاب الذي بدأ كل شيء، والذي يبني عليه أغلب من كتبوا بعده كُتبهم ودوراتهم التدريبية التي تتحدث عن عقلية النجاح؟

بالنسبة للكثيرين، امتلاك عقلية النمو هو المؤثر الأول في عمليات التعلم والنجاح والتحسن، والأساس لكل ما يأتي بعده، لذا سأكرر، إن كنت قادرًا على قراءة الكتاب بتأنٍ، وتطبيق ما يُمكنك تطبيقه، فأنا متأكد أنك ستخرج بنتيجة جيدة للغاية وستعتمد على الكثير ممّا فيه في رحلة التعلم.

– التقييم النهائي:

اطلع على طريقة تقييمي للكتب ومعاني الأوسمة عبر هذا الموضوع.

المعلم: إن لم تكن مطلعًا على فكرة الكتاب، فأعتقد أنه سيكون له تأثير كبير على طريقة تفكيرك وكيف تتعلم، بشرط أن تطبق ما فيه، اكتساب عقلية النمو ليس بالأمر السهل، لذا جزء كبير من عملية التعلم هذه متعلقة بمدى استعدادك لمواجهة نفسك والقيام بالمطلوب.

المدلل: بعض الأفكار أخذت وقتًا أطول ممّا تستحق، وحجم الكتاب كان ليُختصر بشكلٍ كبير، بعض الأفكار فيه خاصة للغاية، وكأنها مقتصة من كتاب آخر، كتخصيص جزء من الكتاب للرياضيين، في حين أن ما في هذا القسم لا يتخلف عن بقية الأقسام، عكس القسم المخصص للمعلمين والآباء، والذي وجدت أنه نافع، إن لم يكن الكتاب ذو نفعٍ وأرى ما فيه أساسًا مهمًا، فما كان سيحصل على وقتي وانتباهي.