مراجعة رواية: الخيميائي
إذا ما نظرت للروايات الشهيرة التي أراها دائما ما تتكرر سواء في قوائم الاقتراحات، مراجعات الأعضاء الجدد، أو حتى في قوائم القراءة، فإنني كثيرا ما أجد رواية الخيميائي للكاتب البرازيلي باولو كويلو، ولعل في الأمر سرا يقف خلف شهرة وشعبية هذا العمل، وياللمفاجأة! الرواية أكثر بساطة ممَا توقعت.
– معلومات الكتاب
– الكتاب: الخيميائي
– العنوان الأصلي: O Alquimista
– النوع: رواية عجائبية – رواية فلسفية
– الأدب: برازيلي
– تأليف: باولو كويلو – Paulo Coelho
– ترجمة: جواد صيداوي
– عدد الصفحات: +197 (النسخة العربية مع الغلافين)
– دار النشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
– تاريخ النشر: 2010 (النسخة العربية الطبعة 31)
– الكتاب على GoodReads: إضغط هنا
– المُحتوى
سانتياغو راعي غنم بسيط، لديه نعجات وما يكيفه من المال ليتنقل من مكان لمكان ليستبدله ببعض الطعام وكتاب يقرأه، حياته عادية وهو راضٍ عنها، هذا تماما ما كان يتمنى فعله، إلى أن يختل عالمه عندما يحلم بكنز مدفون تحت أهرامات مصر.
سانتياغو يُفكر في الزواج، وعيش حياته بين نعجاته، إلى أن يلتقي بملك يُحدثه عن الكنز الذي كان حلما وحسب، فتنطلق رحلته باتجاه مصر من الأندلس، عابرا المغرب. وهو في طريقه لإيجاد كنزه، أشياء كثيرة تحصل في هذه الرحلة، بعضها قابل للتصديق والكثير منها خيالي.
القصة بذلك لا تُركز فعليا على الكنز وإنما على الرحلة، وتنتقل بك بين الأماكن وصولا للنهاية لمُحاولة الوصول لهذا الكنز.
– تحليل المُحتوى
عندما فكرت في قراءة الرواية، كنت أتوقع شيئا عميقا، ربما معقدا ومتشعبا، لأنه لا يمكن لقصة عادية أن تكون مشهورة لهذه الدرجة، لكنني تفاجأت بعد القراءة أنها قُدمَت بأسلوب بسيط، هي شبيهة جدا بما قد يسرده عليك حكواتي، ولعل أقرب تشبيه لها هو أنها أقرب لما يمكن أن تجد في قصص السندباد.
العمق في هذه الرواية لا يتعلق بالقصة أو الأحداث أو براعة الأسلوب، وإنما في ذكاء الكاتب في ربط رحلة سانتياغو بالحياة، القصة خيالية ومليئة بالعبر، لكنك قادر على إيجاد نفسك فيها، ستشعر أن المواقف التي يضع البطل نفسه فيها حتى وإن كانت خيالية شبيهة بمواقف ربما عشتها.
القصة نفسها عادية، ولو أُخذت وحدها دون النظر للهدف منها، فلن تستطيع تجاوز المتوسط إلا بصعوبة، فقط لأضعك في الصورة، الرواية مكتوبة كالقصص التي يُراد بها استخراج العظة، أو الحكمة، إنها مجموعة من العبر أدرجت في قلب قصة.
عليه، هذا هو السبب في شهرة الرواية، إن كنت تنتظر براعة في الكتابة، أو تفردا في الحبكة، فسيخيب ظنك، ولا أستغرب إطلاقا عندما أرى تقييمات سيئة للغاية بخصوصها، أو انتقادات لا تنصح بقراءتها.
– كيف قُدم المحتوى؟
الرواية كتبت بأسلوب بسيط للغاية، وتُعتبر واحدة من أشهر الروايات التي يُمكن أن ينصح بها للقراء الجدد، طولها أيضا ووضوح القصة والأحداث يجعلها يسيرة الفهم وتستهلك في جلسات قليلة، الأسلوب جاء خاليا من المصطلحات الصعبة أو المعقدة، والأسلوب مُباشر، القصة أمامك مفهومة، يبقى عليك فقط إيجاد المُراد الحقيقي منها بربطها بالحياة.
الشخصيات قليلة، متنوعة ولا يُعطاها عمق كبير بما أنها لا تطيل في الرواية، الأمكان أيضا تتغير لذا وصفها محدود، وكل هذه الأمور ساعدت في الاحتفاظ ببساطة الرواية.
– خلاصة المُراجعة
إقرأ الرواية إن كنت ترغب بكسر الروتين، سيكون من السهل عليك التركيز، لن تُحلل أو تفترض الكثير، الغموض مُتعلق فيما إذا كان بطل القصة سيبلغ غايته، والشخصيات التي يلتقي خلال الرحلة لا تزيد من الغموض، وإنما تُحاول أن تتفاعل مع الشخصية الرئيسية من بعيد. عادة ما أقول للمقبلين على قراءة روايات أو كتب شهيرة بأن يجعلوا توقعاتهم على مستوى معقول، مع الخيمائي، الأفضل أن تتوقع أقل مما هو متوسط.
شخصيا، الرواية أصبحت من رواياتي المفضلة، وألهمتني لأكتب شيئا مشابها، لأنني مؤمن أن الأسلوب المباشر ليس الوحيد الذي يمكن أن تعول عليه لتنقل دروسا في الحياة للغير.