كيف تتأكد أنك لا تدور مكانك في رحلة التغيير؟ (الدليل البسيط)
رحلة التغيير نحو الأفضل تجمع الكثير من الأحاسيس، هي رحلة ممتعة، تُولد شعورا بالرضا وروح القتالية، كما أنها رحلة متعبة، التعلم ومعرفة أين أخطأنا لنعاود المُحاولة، هي رحلة تجمع بين الكثير من التضحييات والنجاحات. مُحاولة تحقيق أهدافنا وتحسين حياتنا وحياة الأشخاص من حولنا غاية عظيمة، لكن أحيانا وربما كثيرا، لا نحصد النتائج التي تُبرر الجهد والوقت الذي نستثمر لنتغير، وقد يكون السبب ببساطة أن ما تقوم به لا يدفعك للأمام، وإنما يجعلك تدور في مكانك.
في هذا الدليل البسيط، سأعرض عليك 4 أدواتٍ بسيطة تُساعدك على تحديد ما إذا كنت تتقدم فعلا أم أنك تدور في مكانك. هذا المقال مرافق للحلقة 3 من بودكاست شانية.
لا تكن مستهلكا حالما، هدفه أن يستهلك المعلومات إلى ما لا نهاية ويحلم بمستقبل أفضل
– قيم عملك قبل وبعد
كل عملٍ تقوم به يجب أن يكون مُسددا باتجاه هدفٍ واضحٍ وبيّن، وقبل أن تضع الخطة المناسبة، عليك تقييم الوضع، إجلس مع نفسك وحلل وضعك، قم بعملية مسحٍ لترى ما الأشياء التي يُمكنها فعلا أن تُساعدك على بلوغ الهدف المنشود، وبعندما تبدأ، عليك تقييم هذا العمل أيضا، الأشياء التي تقوم بها لتصل لهدفٍ معين قد لا تعمل، لكن ربما يتولد لديك شعور بالرضا أنك على الأقل تقوم بشيء.
إذا أردت الوصول لمكانٍ ما، فأنت تتأكد أن الطريق التي تسير عليه يأخذك هناك، وقد تتوقف في أكثر من نقطة لتعيد تحديد النقطة التي أنت فيها، أو تسأل عمَا إذا كنت فعلا في الطريق الصحيح أم لا. بعد بلوغ الهدف عليك أيضا أن تقيّم الوضع، بهذا الشكل ستكون متأكدا من أن ما قمت به قد ساعدك على بلوغ هدفك بالشكل الصحيح، أين أخطأت، وماذا كنت قادرا على فعله، وما هي نقاط قوتك وضعفك، كلها يمكن أن تُساعدك ما إذا أردت تغيير شيء آخر.
من المهم جدا تقييم ما تقوم به، حتى وإن كنت متأكدا أنك فعلا تسير على الطريق الصحيح، لأنه أحيانا قد توهم نفسك أنك تتغير لكن أنت في الحقيقة تدور في مكانك فقط.
– التكاسل بذكاء
الحد الفاصل بين حصولك على نتائج أو العكس هو العمل والجهد الذي تستثمر لتتغير، لا يمكن أن تجلس في مكانك وتتوقع أن تبلغ هدفك، لأنه حتى وإن حصلت على المساعدة فسيكون ذلك مستحيلا، عليك القيام بالقليل من الجهد، عندما تتكاسل، فأنت تقوم تحديدا بما يجب عليك أن تقوم به إن كنت تريد وببساطة أن تستلم.
المشكلة في التكاسل أنه قد يكون خفيا، وهو ما يمكن تسميته “بالكسل أو التكاسل الذكي” أنت تقوم بالكثير من الأشياء، أحيانا أكثر ممَا تحتاج، لكنك لا تحصل على النتائج التي تتوقع، أو أحيانا كثيرة أنت لا تحصل على نتائج أصلا، والمشكلة قد تكون في أنك لا تُركز على المهم وإنما تقوم بالكثير من الأشياء لتملأ وقتك وترهق نفسك فقط ليتولد لديك نهاية اليوم شعور بالرضا بأنك فعلا تقوم بشيء، لكن هذا الشيء لا يعني حقيقة أي شيء إن لم يدفع بك ولو قليلا نحو الأفضل.
إن كنت تشعر أنك لا تحصل على أية نتائج رغم أنك تقوم بما تقدر عليه وأحيانا كثيرة أكثر بكثير مما تستطيع القيام به، فالوقت قد حان للتوقف بشكل كامل، وتقوم بما تحدثنا عنه في النقطة السابقة، اجلس وقيم عملك.
– أنت مستهلك حالم
مصادر المعرفة كثيرة جدا، لكن أهمية كل معلومة حصلت عليها تكمن في استخدامها، إن حصلت على أفضل بندقية قنص ولم تخرج لتصيد فمالفائدة منها؟ لا فرق بينها وبين بندقية سيئة، قس ذلك على المعلومات والأفكار، لا تمضي كل الوقت وأنت تجمع المعلومات وتخزنها، نعم التأني أمر مهم وضروري، لكن لا تمضي كل الوقت وأنت تتعلم جامدا فقط، التغيير يحتاج لحركة، يحتاج لعملٍ ويحتاج أن تضع ما تتعلم موضع اختبار.
رحلة التغيير تبدأ عندما تبدأ بتجربة ما تعلمت، وبربط ذلك بالنقطتين السابقتين، ركز على المهم، وقيم عملك، وكلما حصلت على طريقة جديدة تراها أفضل، خذ الوقت لدراستها، ولمعرفة ملاءمتها لما تقوم به أو تنوي القيام به، تم باشر بالعمل، لا تكن مستهلكا حالما، هدفه أن يستهلك المعلومات إلى ما لا نهاية ويحلم بمستقبل أفضل.
– دائما انتقل للمستوى التالي
من يتعلم لغة جديدة لا يتعلم الأبجديات ليتوقف عندها، ومن يتعلم واحدة من فنون القتال لا يتعلم الأساسيات ليتوقف عندها، الأمر نفسه مع رحلة التغيير والتعلم، في البداية قد يبدو كل شيء صعبا، إبدأ بشكل بسيط جدا، تم تدرج، التدرج سيضمن لك أن تنتقل للمستوى الأعلى.
إن ما أقوم به في شانية هو تدرج، إنني أكتب “الدليل البسيط” لأنه بسيط، وفي الغالب لن تكون له فائدة إن كنت شخصًا يعلم من أين يبدأ وكيف، أو سبق أن فعلت ذلك، لذا كن حريصا جدا على تحديث لائحة مصادر المعرفة التي تملك، إن شعرت أن واحدًا من هذه المصادر يُقدم معلومات معروفة لديك، فهذا يعني أنه قد يقع في مستوى أقل أو موازٍ لمستواك، لذا عليك ببساطة الانتقال لمستوى أعلى، يجب أن تُحافظ دائما على الشعور بأنك تتعلم، وعندما تجيد الشيء وتتقنه، عليك الشروع في تعلم شيء جديد.
المهمة الموكلة إليك عزيزي القارئ هي أن تُحاول جاهدا أن تصل لأهدافك، وأن تُقيم الطريقة التي تعمل بها في كل مرة تسير فيها خطوة جديدة لتتأكد أنك لا تدور في مكانك، واصل دائما التعلم ولا تستلم، أنت تحتاج لأن تُغير حياتك وحياتك من حولك، وأنت قادر على فعل ذلك بالعمل.