مراجعة رواية: L’Homme qui voulait être heureux
بعد قراءة الخيميائي، اكتشفت أن كتب تطوير الذات يُمكن أن تأخذ شكلا مُختلفا، لقراءاتي الكثيرة في هذا المجال تحديدا، علمت أن أكثر المُتحدثين التحفيزيين يُحاولون جاهدين تعلم فن إلقاء القصة، فالنصائح تأخذ منحنى مُختلفا عندما ترتبط بأحداثٍ وأشخاصٍ سواء أكانوا حقيقيين أم لا، ورواية L’Homme qui voulait être heureux حاولت الدمج بين أمرين، فن سرد القصة، والتحفييز أو نقل المعلومة.
– معلومات الكتاب
– الكتاب: L’Homme qui voulait être heureux
– النسخة الانجليزية: Man Who Wanted to be Happy
– النوع: رواية تطوير ذات – رواية فلسفية
– تأليف: Laurent Gounelle
– عدد الصفحات: 170 صفحة تقريبا.
– دار النشر: ANNE CARRIÈRE
– تاريخ النشر: 2008 (النسخة الأصلية)
– الكتاب على GoodReads: إضغط هنا
– المُحتوى
الكتاب هو رحلة تعلم على شكل قصة، نأخذ الطائرة ونرحل مع بطل الرواية، سائحٍ يزور مُعالجا إندونيسيا في ولاية بالي – اندونيسيا، معالجٍ بسمعة تجعله الشخص المُناسب ليُساعد شخصية الرواية للحصول على السعادة، ويتعلم أكثر من درسٍ واحد بشكل أو بآخر.
عندما يلتقيه، يبدأ في تلقي نصائحه، وتمارين مُعينة عليه أن يُطبقها ليتعلم دروسا مُختلفة في الحياة، أحيانا تبدو له هذه التمارين غريبة، أو بدون هدفٍ، وتتعارض مع المُعتاد والحياة الطبيعية، لكنها تحمل معها الكثير من الحكمة، الغرض منها للتذكير نقل هذه الدروس لك أنت، القارئ.
– تحليل المُحتوى
لم أجد أيا من الشخصيات مثيرة للاهتمام، لا بطل الرواية، ولا المُعالج نفسه، لكن من الواضح أن الغرض منهما ليس بناء شخصيات مُثيرة للاهتمام تتعلق بها، وإنما عرض موقفين مُختلفين وطريقتين في العيش مبنيتين على ما تؤمن به كل واحدة منهما،شخصية” السائح” يعيش حياة طبيعية، لكنها مليئة بالعيوب التي من الأكيد أنك سيجد نفسك فيها، في الجهة المقابلة، “المعالج” يأخذ الأمور بشكل أبطأ وأبسط، وهنالك تركيز على تمرير رسالة واضحة بأن ما تُؤمن به يتحقق.
الرواية ربما اكتسبت قوتها من كونها تجمع بين الجانب الروحي للانسان والعلم، المُعالج عبر أجوبته والأمور التي يطلب من السائح تطبيقها تُخاطب الجانب الروحي وربما النفسي للقارئ، مثلا: ما تركز عليه يتحقق، أو أنه إن وسعنا دائرة الأحكام الخاصة بنا ونظرنا من زوايا مُختلفة، فإنه يمُكن لنا أن نختار الأفضل، في حين أن السائح من خلال البحوث التي يقوم بها يربط كل هذا بالعلم، بعلم حقيقي وملموس، كالحديث عن تأثير أدوية “البلاسيبو” أو الدواء ذو الأعراض الوهمية، حيث يُعطى للمريض دواء بدون أي مفعول لتتم مراقبة كيف يؤثر مجرد التفكير في أن له مفعولا في الحالة الصحية للمريض.
[perfectpullquote align=”right” cite=”” link=”” color=”” class=”” size=””]ليس باخبار الناس ما يودون سماعه سنُساعدهم على التطور[/perfectpullquote]هنالك أيضا جانب ثانوي من الرواية حيث عبر الأماكن التي يزورها البطل والأشياء التي يقوم بها، ستكون قادرا على الاقتراب قليلا من ثقافة شعب اندونيسيا في “بالي” نقطة إضافية وتُحتسب.
رغم كل هذا، الأحداث في الرواية بدون أي عمق يذكر، ولولا الجانب التعليمي فيها، لكانت تقريبا بدون قيمة، لذا تأكد أنك تُريد أن تتعلم شيئا، لأن القصة تتحرك أثناء حوارات السائح والمعالج.
– كيف قُدم المحتوى؟
بداية الرواية بطيئة جدا، والرواية كلها من النوع الذي يُمكن أن نسميه هادئا، هي رحلة أو مُغامرة دون أن تكون فيها أحداثٌ بتأثير كبير على القصة، الغرض منها نقل دروسٍ في الحياة عبر شخصية المُعالج وبطل الرواية، لذا هنالك اعتماد كبير جدا على الحوارات، من السهل متابعة هذه الحوارات بما أنها مبنية في الغالب كسؤال وجواب، تم افتراض وتعليق عليه، أو تعليق وتأكيد له من الطرف الآخر.
[perfectpullquote align=”left” cite=”” link=”” color=”” class=”” size=””] إذا أحببنا الناس فقط إذا ما وافقوا مُثلنا فإن ذلك ليس حبا [/perfectpullquote]لغة الرواية سهلة، وأنا أتحدث هنا عن النسخة الأصلية، بعيدة عن الأساليب الجمالية، الحوارات مباشرة، السرد يُساعد على وضعك في الاطار الصحيح ونقل الصورة لك بأفضل شكلٍ ممكن، بعيدة جدا عن أي تعقيد وهذا المطلوب، لأن ذلك سيسمح بلا شك في نقل المعلومات فيها بشكل أفضل، فهي أقرب لكتاب تطوير ذاتٍ متخفٍ أكثر من كونها رواية.
لبساطة الرواية من الصعب الحكم على أسلوب الكاتب، لكن لم أجد أي صعوبة تُذكر لا في تلقي المعلومات ولا في متابعة القصة الرئيسية التي هي رحلة للبحث عن السعادة، ما جعلها رواية خفيفة جدا سريعة الاستهلاك.
– لقراءة أفضل
أغلب ما ذُكر في الرواية من أمورٍ علمية هي أمور موجودة فعلا، ويمكنك ببحثٍ سريع التوسع فيها ومعرفة ما فيها، إذا كان لديك اطلاع على أغلب الأشياء المؤسسة لكتب التنمية البشرية فأظن أن أغلب ما تم الحديث عنه معروف أيضا، لكن كملاحظة عابرة، بحث عن بعض المعلومات المذكورة في الرواية، ولم أستطع للاسف إيجاد مصادر لها، أو حتى ذكر لها، لذا لا أعلم أي مصدر اتخذه الكاتب، والأفضل ألا تأخذ كل المعلومات على أنها صحيحة، خاصة أن الرواية مكتوبة في العام 2008، والعلم لا يتوقف عن التقدم والتطور.
– خلاصة المراجعة
الرواية كانت خفيفة جدا، قرأتها بدون أي صعوبات، لكنها فارغة من الأحداث، أو أن الأحداث ببساطة ليست بالأهمية التي تجعلها مثيرة للاهتمام أو مشوقة، قوة الرواية تكمن في أنها تعلمك من خلال الشخصيات دون أن تشعر، ولعلها طريقة رائعة لنقل المعلومات بربطها بالحياة حيث يجعلها ذلك تثبت وتخزن بشكل طبيعي وعادي.
لإطلاعي الكبير على مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، لم تضف لي الرواية الكثير، لكنها بلا شك أعطيتني بعض الحماس، وذكرتني ببعض الأشياء التي أهملت، أنصح بها لمن يبحث عن قراءة شيء مختلف، ولمن لا يقرأ في مجال التنمية البشرية، لأنها يمكن أن تمرر لك بعض الدروس في الحياة بشكل ألطف.