رحلتي لكتابة رواية – يوم1: مسودة الرواية وخطة الكتابة
اليوم هو اليوم الأول في رحلة كتابتي لروايتي، سأضع هدفا بسيطا بحيث يسهل علي أن أحافظ عليه، الهدف سيكون بسيطا ويتدرج إلى أن أصل لخطة كتابة مناسبة وناجحة، الرواية في البداية وكما ذكرت في المقال السابق هذه ليست بداية فعلية، فقد سبق أن كتبت 36 صفحة حتى الآن، لكن الرواية في بدايتها، وسأتمم الكتابة ومرافقة ذلك بتحديثات من وقتٍ لآخر بشكل سأحاول أن يكون منتظما على الموقع.
قبل أن أنطلق
قبل أن أواصل الكتابة، أخبركم أنني لم أضع للرواية عنوانا، ولم أفكر في واحدٍ أصلا، إن كنت تملك عنوانا لروايتك أو كتابك فلا بأس من وضعه في الصفحة الأولى، لكن شخصيا أفضل أن أكتب على الصفحة الأولى “مسودة” وأظهر نوع المسودة، في حال هذه الرواية فالصفحة الأولى تتضمن التالي “مسودة رواية” ولا شيء أكثر من ذلك، أمَا اسم الملف فيحمل اسم “رواية – مسودة” هذه ستكون المسودة الأولى، وكلما أعدت القراءة سأغير رقم المسودة، حيث تصبح مسودة 2 وهكذا، لكن دائما ما أنسخ المسودة وأغير عليها بعد ذلك، حيث أحتفظ بالنسخ القديمة أيضا.
– مذكرة
أحب أن أحتفظ بمذكرة خاصة للرواية على مكتبي، مذكرة صغيرة أضع عليها بعض الأفكار الخارجية والعابرة، أحيانا مثلا عندما تظهر شخصية ما فإنني وأنا أكتب أجد أفكارا لها، ربما حوارات تناسبها، أحداثٍ متعلقة بها، أكتبها مباشرة على المذكرة تحت اسم الشخصية، الأمر نفسه مع أسماء الشخصيات التي يمكن أن تظهر وأي معلومات آخرى، يُمكن أن تقوم بذلك في ملف على الحاسوب، لكن من السهل أن تُبقِي ملف الكتابة أمامك ومذكرة مستقلة على مقربة منك.
أسجل أيضا بعض النقاط التي تُساعدني على أن أبقى على مسارٍ صحيح، مثلا أين وصلت الرواية على مستوى الوقت، لا تريد مثلا أن تكتب “بعد مضي ساعة على الغروب” وبعد 10 صفحات تكتب “كانت الشمس لم تغرب بعد” لذا أحب أن أكتب التاريخ أو اليوم والساعات وغيرها، أي شيء متعلق بالزمن، وأضع أمامه حدثا يساعدني على معرفة أين كانت الشخصيات الرئيسية أو أي حدث قد انطلق حينها. الرواية تُركز بشكل خفيف على الأماكن، لكنها متصلة، ولكي لا أضع أي قفزات غريبة بين الأماكن، فإنني وضعت تصميما بسيطا للأماكن وأعدل عليه كلما أضفت مكانا جديدا، ذلك سيساعدني على معرفة الطرق المؤدية لكل مكان، هل تحتاج الشخصية لركوب حافلة؟ هل المكان بعيد أم قريب؟ كما سيضمن لي ألا أصف الطريق المؤدي لأماكن معينة بشكل مختلف في كل مرة، كأن أكتب أن الوقت الذي احتاجته الشخصية هو نصف ساعة، تم بعد أن أتقدم في الكتابة أضع أنه 5 دقائق.
وضع مذكرة إلى جانبك (أو ملف على الحاسوب) سيضمن لك أن تكون الرواية متصلة بشكل أفضل، طبعا ما ذكرت في الأعلى مخصص لروايتي، لذا كل عملٍ مختلف سيتطلب منك أن تضع معلومات مُساعدة بشكل مختلف.
– المسودة الأولى
عندما أجلس لأكتب، فإن هذا كل ما أفعله، هاتفي بعيد عني، وكل مواقع التواصل الاجتماعي مُغلقة، كما أنني وصلت لدرجة من التركيز تسمح لي بأن أحمي أوقات الكتابة بأفضل شكل ممكن، كثيرا ما أضجر أو أمل وأنا أكتب، لكن أحاول أن أواصل على قدر المستطاع.
[perfectpullquote align=”right” cite=”” link=”” color=”” class=”” size=””] عندما أجلس لأكتب، فإن هذا كل ما أفعله [/perfectpullquote]الأمر الآخر الذي أقوم به هو أنني أكتب بدون توقف، أكتب الأفكار كما هي، لا أهتم كثيرا أنني أدرجتها بشكل لا ينسجم مع الفقرات السابقة، تحسين الأسلوب وتغيير الفقرات ليس أمرا صعبا، لكن الأفكار قد تختفي، لذا من المهم أن أضع الأفكار في أماكنها قبل أي شيء آخر، لا أهتم أيضا إذا لم أضع للشخصيات أسماء، إذا لم أجد للشخصية اسما فإنني أكتفي بكتابة “الشخصية ألف” أو “الشخصية العجوز”… تم أضع ذلك على مذكرتي لأتذكر أن أضع لها اسما لاحقا، يمكن بعدها أن أستفيد من خاصية البحث في برنامج التحرير لأستبدل الاسم المؤقت بالاسم النهائي.
لا أصحح أيضا أية أخطاء لغوية، أحاول أن أركز كامل طاقتي على القصة والأحداث وتشكليها، تصحيح الأخطاء سيأتي لاحقا، وكما قلت، الهدف هو الكتابة، كل الأمور الآخرى ستأتي لاحقا بلا شك، وستكون للرواية أكثر من مسودة أقوم من خلالها بالكثير من التصحيح والإضافة وما إلى ذلك.
– خطة عمل
أواجه عادة صعوبة كبيرة في تخصيص وقتٍ للكتابة، حيث أجد نفسي منشغلا بأشياء أخرى، الرواية لم تكن أبدا هدفا رئيسيا وكنت أكتب كلما وجدت وقتا لا يمكن أن أملأه بأمرٍ آخر، أو ببساطة عندما أجد رغبة في الكتابة، لكنني الآن مجبر -إلى حد ما- على أن أكتب، لأنني سأضع هدفا، سيكون بسيطا جدا، وسأتبع فيه كل ما ذكرت في المقال المخصص للعادات، سأبسط الفعل ما أمكن، تم سأتدرج، لكن سيكون الأمر مرنا بعض الشيء.
أنا أكتب على حاسوبي، لذا من السهل علي أن أكتب، لكن المشكلة أنني أقوم بأكثر من شيء واحد على الحاسوب، ما يجعل ربط الكتابة بفعل آخر صعبا، كما أن رغبة القراءة قد لا تتواجد أحيانا، لكن الهدف ولأنني أحب ساعات الصباح لكل الأعمال الإبداعية، فإن الوقت الذي سأحجزه للكتابة سيكون صباحا.
إذن، في كل مرة أجلس على الحاسوب صباحا -وهذا فعل أقوم به كل يوم- أول ما سأقوم به هو فتح مسودة الرواية والكتابة، بعدها لدي حرية أن أفعل أي شيء في جدولي. لدي خطة بديلة، وهي أن أكتب سواء بعد صلاة المغرب أو بعد صلاة العشاء حيث أكون متفرغا من الأعمال الآخرى، لكن ستكون هذه خطة بديلة في حال لم أستطع الكتابة في الصباح لسبب أو لآخر كما هو الحال اليوم حيث عملت على هذا المقال وعلى الحلقة الثانية من بودكاست شانية.
– بداية بسيطة
أستطيع أن أكتب الكثير في إطارٍ زمني صغير، لأن عملي على الانترنت كمحرر أكسبني المهارات اللازمة لفعل ذلك، ومع ذلك فإنني أجد كل الأعذار الممكنة لكي لا أكتب روايتي، كما أنه أحيانا لا أكتب سوى فقرة واحدة خلال ساعة كاملة، ربما ينتهي بها الأمر في النهاية خارج الرواية، لذا من المهم أن أبسط فعل الكتابة لأقصى حدٍ ممكن، إلى درجة أعلم أنه لن يكون لي عذر لألا أكتب، وفي نفس الوقت لأتأكد أن لي القدرة على المواصلة.
الهدف الأساسي هو سطران كل يوم، هذا حد أدنى فقط، ليس الهدف، أي أنه إن لم أستطع أن أكتب فإنه مازال علي أن أجلس وأكتب سطرين بشكل يومي، لكن إذا توفر لدي الوقت والرغبة، فلن أضع حدا أقصى للكتابة، أي أنه يمكن أن أكتب حتى 5 صفحات في اليوم إن كنت قادرا على فعل ذلك، لكن ما سيسمح لي بأن أقول أنني وصلت الهدف خلال اليوم هو الوصول للحد الأدنى وهو سطران.
نقطة الانطلاق
اليوم الذي كتبت فيه هذا المقال (26/08/2017) ضمن التحدي أيضا، أي أنه اليوم من المفترض أن أكتب سطرين على الأقل. على بركة الله، بداية الرحلة 🙂
ألقاكم في التحديث المقبل، إبحارا ممتعا.