رحلتي لاتباع حدسي – الشهر الأول: نهاية رواية! (30/60)
لا تُخبر أحدًا، لقد قفزت أسبوعًا كاملًا لأعطيك تحديثًا بخصوص الأسبوع الثالث والرابع من تجربتي هذه 😉 أتممت الشهر، ويُمكن أن أقول أن الأمور بدأت تتوضح بشكلٍ أو بآخر، في الحقيقة، لقد بدأت كتابة هذا المقال في اليوم الأخير من هذه التجربة، لذا نعم، لقد غششت، لكن لقد دونت كل شيء، لذا لا تخف، ستكون الأمور منظمة.
قبل البدء، لو قرأت المقال السابق، ستجد أنني أتحدث كيف أن الوقت يمضي بسرعة مخيفة، خاصة لشخصٍ تجاربه في الحياة قليلة ومحدودة جدًا، أن أرى أن هذه التجربة قد وصلت للنهاية، بهذه السرعة، وكأنني البارحة فقط كنت أكتب مقال البداية، الكثير من الأمور بحاجة لأن تتغير بلا شك.
> اقرأ أكثر عن الحدس | هذه هي الطريقة التي أتبع في هذه الرحلة.
– الشهر الأول
إن كنت تسأل عن فائدة اتباعي لأحاسيسي وحدسي خلال الشهر الأول، فيُمكن أن أبدأ بالقول أنني مشتت أكثر من أي وقتٍ سابق، لا بد لي من العمل بالقوائم والجداول وغير ذلك، إلّا أنني أميل بشكلٍ ما للتعقيد، ولا بد من إيجاد طريقٍ للتبسيط، كما أنني اكتشفت أنني إن بدأت عملًا، فإنني أنغمس فيه بزيادة، وأعمل على آخر وآخر وكهذا، وقد وقعت نهاية التجربة على مقولة تصف حالي، حيث تقول: “عليك أن تتوقف عن العمل عندما تتعب وليس عندما تنتهي” وهذه إشارة لكونك بحاجة للراحة، أما إنهاء العمل، فيُمكن استئنافه غدًا أو بعده، والأكثر، يُمكن ألّا يتوقف العمل نهائيا بإيجاد المزيد من المهام التي أحتاج للقيام بها.
وجدت في الشهر الأول أنني أشعر بضيق كبير للغاية، إذ أنني أجد نفسي أعمل بشكلٍ صادق على كل شيء أحب، وأستنزف الكثير من الوقت والجهد والمال لهذا الغرض، إلّا أنني لا أحصل على نتيجة، وبالنظر للكثير من الناجحين في المجالات التي أنا مهتم بها، وجدت أن الكثيرين وصلوا بقدرٍ محدود من الموارد مقارنة بي، فأخذني التفكير بهذا الاتجاه واستمر شعور الضيق ذلك يعتصر قلبي وكأنه علق في صدري، فما عدت قادرًا على التفكير بغير هذا الأمر، هل ضيعت وقتي وكل شيء آخر على لا شيء؟ وأصبحت واثقًا بأنه هنالك بالفعل شيء أقوم به أو لا أقوم به، يوقف نجاحي، بل يحد منه بشكلٍ عجيب وغريب.
حاولت في الحقيقة خلال هذا الشهر أن أقوم بكل ما أمكنني للوصول في النهاية لهدفٍ واضح، مالذي أريد أن أصل إليه؟ وقد تنوعت اهتماماتي بين العمل على البودكاست، والذي يُرافق واحدًا من المهارات التي أمتلك وهي التعليق الصوتي، تم انتقل اهتمامي هذا للكتب الصوتية بشكلٍ ما، حيث أنه كانت لي تجربة محدودة بهذا الخصوص، فقلت في نفسي لعل هذا ما أريد فعلًا، وتذكرت أن لي كُتيبا صغيرًا، فقررت أن أسجله وأوفره صوتيًا، وقلت في نفسي: “نعم، دعني أجرب”.
عليك أن تتوقف عن العمل عندما تتعب وليس عندما تنتهي
تم كانت هنالك الكتابة، مالشيء الذي أقوم به يوميًا بلا انقطاع؟ الكتابة، فأنا أكتب هنا وهنالك بلا انقطاع، وقد تطور أسلوبي بشكلٍ كبير، ولم أنشر سوى كتابٍ واحد، حتى وإن كنت قد أنهيت روايتي مؤخرًا، فقد تكاسلت بشكلٍ ما على إنهاء المسودة الأخيرة منها، وإن تابعتني على تويتر -وأذكر هذا هنا كدليل ليس إلّا- فقد أكملت روايتي وأكثر من ذلك، أرسلتها لناشر، دون أن تكون ضمن قائمتي، ودون أن أقرر إنهاءها، أمر رائع !
الحمد لله، أكملت روايتي بشكلِ كامل، نقحت المسودة الأخيرة منها، واخترت لروايتي اسمًا من كلمة واحدة 😃 أمّا الآن، فتتحضر لتجد طريقها للناشرين، وإن توفقت في نشرها بإذن الله، فحينها نُعلن عن الاسم. راحة قصيرة من الكتابة وأعود لإنهاء كتابي.
— Khalid EL HARRAK (@Khalid_Elharrak) June 21, 2019
ماذا بعد؟ ماذا عن الإشارات في العالم؟ حسنًا، إليك الأولى، عندما بدأت أفكر في العودة لروايتي، حدث أن وقعت عيناي على تغريدة من مكتبة تكوين، والتي كانت عن مقالٍ للكاتب عبد الله البصيص، والتي تتحدث سوى تجربته بعد إنهاء رواية، بل إن أول عنوان في المقال كان: ما الذي تفعله أنت، بعد الانتهاء من كتابك؟ فما كان مني إلّا أن خصصت الوقت، كل يوم، وانغمست أصحح وأنقح وأعدل على روايتي، وبعدها أرسلتها لناشر، دون بحثٍ أو فرز ولا التفكير في إبقائها لبعض الوقت، عندما أحسست أنني كتبت الرواية التي أريد، أرسلتها وحسب.
أمّا الإشارة الثانية، فقد كانت بلا شك وقوعي صدفة أيضًا على قناة Yes Theory، وبما أنني شخص ينتبه كثيرًا لما يشاهد واشتراكاتي الكثيرة تبقيني عادة بعيدًا جدًا عن قائمة القنوات التي تُرشحها لي Youtube، فإنني ضغط لأشاهد واحدًا من مقاطع القناة من باب الفضول، ولم تكن بلا شك خيبة أمل، القناة مليئة بالحياة، مليئة بالتجارب التي يأخذها أعضاؤها، باحثين عن التخلص من المعتاد، وقد لفت انتباهي لاحقًا المقطع في الأسفل، والذي جعلني أسأل نفسي، لما كل الإشارات هي تغريدات ومقالات ومقاطع فيديو؟ نعم هذا نمط حياة اخترته ولي أسباب قد أذكرها في وقتٍ ما، لكن تجمّع الأمر الأول (الوقت يمر بشكلٍ كبير) والثاني (تجاربي في الحياة محدودة للغاية) فماذا أنا فاعله؟ حتى الآن لا أعلم في الحقيقة.
أنهيت الشهر الأول وأنا أقول في نفسي، أنا بلا شك قد دخلت لمنطقة مجهولة، لقد سببت في وقوع عطل في نظامي، أي تجربة هذه؟ نعم إنها بهذه البساطة، ولم أكن في الحقيقة أتوقع أن يكون لها هذا الأثر، نعم سمعت بالكثير من التجارب الشبيهة، إلّا أنه حين تعيش الأمر بنفسك، قد يكون الأمر مختلفًا، لنأخذ فقط بعين الاعتبار هنا، أنه بالتخلي عن كل التنظيم، والروتين الذي اعتدت عليه، والبحث بشكلٍ متواصل عن إجابات، فإنني أستهلك بشكلٍ متواصل وكبير موارد دماغي، فمن الطبيعي أن يحصل ما يحصل، وأٌذكر أنه عندما أشير للإشارات في العالم، فإنني لا أشير لشيء خارق، بل أنه بسبب إعادة ترتيب دماغك للمعلومات التي يملك، وما تُفكر به باستمرار، لا بد من أن تراه في العالم من حولك بشكلٍ متكرر، ليس أن الأمور تظهر من العدم، أنت فقط تنتبه لها أكثر.
ألقاكم في التحديث القادم، ولأنني غششت، فنعم الكثير من الأشياء قد حصلت بالفعل، وسأحاول أن أشارككم إياها قريبًا.