مراجعة رواية: آن في المرتفعات الخضراء
Anne of Green Gables
آن في المرتفعات الخضراء ، ذات الجدائل الحمراء، شخصيتي الثرثارة المفضلة. اقتبس منها ما اقتبس، وآخرها مسلسل Anne with an E الذي وإن احترم تركيب الشخصية وأحداثها، فقد انتهى بشكلٍ مختلف للغاية، مسلسل خفيف، وكذلك هي الرواية، أحببتها، رغم أن نهايتها كانت صادمة مقارنة بالمسلسل، ولعلّي لم أتعلم، الروايات قلما تنتقل بشكلٍ جيد للأفلام، وحتى إن انتقلت لهذا الوسط بشكلٍ جيد، فما المانع من الحصول على جرعة مضاعفة بقراءة الرواية؟
– معلومات الكتاب (نسخة المراجعة)
– الكتاب (العنوان الأصلي): Anne of Green Gables
– النسخة العربية: آن في المرتفعات الخضراء
– النوع: مغامرات
– سلسلة: Anne of Green Gables
– المصدر: كندا
– تأليف: L.M. Montgomery
– ترجمة: حسب دور النشر
– عدد الصفحات: 320+ (نسخة المراجعة إنجليزية)
– دار النشر: (في الملكية العامة)
– تاريخ النشر: نشرت أول مرة في 1908
– الكتاب على Goodreads: عربية | إنجليزية
– ابحث عن الكتاب: جملون | نيل وفرات | Scripd | bookdepository
– حمل الرواية بشكلٍ مجاني باللغة الأصلية عبر هذا الرابط.
تابع مراجع هذه الرواية عبر الضغط على الصورة:
– المحتوى
عن طريق الخطأ، على عتبة منزل الأخوين آل كاثبرتس تصل آن، فتاة حالمة، كثيرة الكلام، بشعرٍ أحمر مميز، تُكثر الملاحظات بخصوصه، وتُكثر الحديث عن كل ما يُحيط بها، آل كاثبرتس أخوان يعيشان في مزرعة، ماثيو الأخ كبر، وأصبح بحاجة لمن يُعيله ويُساعده في المزرعة، أهي آن؟ لا، آن شيرلي بارعة في التخيل، تسرح في خيالٍ تصنع ما فيه من أحداث وهي في المدرسة، في المنزل، في المزرعة، وفي مكانٍ يُمكن لها أن تصنع منه مكانًا لأحداثٍ قصتها، أكثر من براعتها في حلب الأبقار أو استخدام المدمة (الأداة التي تُشبه المشط تستخدم لنقل التبن عادة).
آل كاثبرتس كانا في انتظار فتًى من دار الأيتام، ولخطئ ما، حصلا على فتاة نحيلة بشعرٍ مميز يلفت الأنظار، هذا إن لم يسبقها فمها ويفعل ذلك، آن شيرلي تسعد جدًا بوصولها لآفنلي (مكان مُتخيل في كندا)، قبل أن تُواجه بحقيقة أنها، ضيف وصل بلا موعدٍ ولا دعوة، تحزن، يحن لها قلب ماثيو أولًا، وبعد ليلة واحدة، يحن قلب ماريلا بعدها، ويتحول حُلم آن في أن تكون وسط عائلة حقيقة.
– تحليل المُحتوى
إن أردت قراءة الرواية دون أن تُكمل ما تبقى من أجزاء السلسلة فلك أن تفعل ذلك، الرواية تُركز بشكلٍ كبير على بناء الشخصيات، وهذا واضح بلا شك إن أخذنا بعين الاعتبار أن الشخصيات تمر بمراحلٍ مختلفة من حياتها، كما أنك ستتابع كقارئ حياة آن وصديقاتها والأخوين كاثبرتس ومن في أفونلي عبر محطاتٍ مختلفة من حياتهم.
المكان في أفونلي دافئ، وأقصد به دفأ قلوب أصحابه، وقد رغبت وإن كان مكانًا مُتخيلًا بأن أزوره وأزور من فيه من أشخاص، إلّا أنه في نفس الوقت مكان صغير تنتقل فيه الأخبار بسرعة، لذا ستكون آن سببًا في تغيير الكثير في شخصيات أفونلي، شخصيته فريدة للغاية، حالمة، كثيرة الكلام، وأغلب ما تقول يبدو للكثيرين كما لماريلا بلا ساس ولا أساس، أمّا ماثيو، فهو خجول قليل الكلام، لكنه لا يُمانع أن يستمع لآن كما فعل أول مرة عندما أخذها من محطة القطار لمزرعته دون أن يُخبرها أن في الأمر خطأً، فأخذت تسمي كل ما في جنبات الطريق من شجرٍ وزهرٍ بغير أسمائه.
It’s been my experience that you can nearly always enjoy things if you make up your mind firmly that you will.
الشخصيات مكتوبة بشكلٍ جميل وواضح، والشخصيات تُحرك كل الأحداث، لهذا ستجد عناية خاصة بالشخصيات وأوصافها، ماثيو يتميز بما وصفته به أعلاه، ماريلا حازمة بقلب طيب، إلّا أنها صعبة المراس أحيانًا تُحب الترتيب.
الرواية مُوجهة لجمهورٍ صغير، إلّا أن الشخصية مكتوبة وفيها عمق يجعلها تمس الكبار أيضًا، بعض الأحداث تعيدنا لما عاشت آن في دار الأيتام، شخصيتها التي تفتقر للخبرة توقعها في الكثير من المشاكل، وحتى إن كان من الصعب أن تجد شخصية حقيقة بمثل أوصافها، ففيها من الأوصاف الحقيقة الكثير، كاهتمامها الكبير بشكلها وكيف تبدو، غضبها على أشياء صغيرة، الإحباط الذي تعيش عندما لا تسير الأمور كما خططت له، وغيرها الكثير.
الرواية تعتمد بشكلٍ كبير جدًا على الحوارات، أوصاف الشخصيات بارزة، أكثر ربما ما قد تتعلق به في الرواية هي الشخصيات، وآن شيرلي بلا شك، شخصية لطيفة مكتوبة بحُب وبكل البراءة التي يُمكن لفتاة صغيرة أن تحتويها.
استوقفني في الكتاب
عندما تقرأ رواية آن في المرتفعات الخضراء، ستلاحظ ربما أن العالم فيها صغير، لكنه يكبر بتفاعل آن معه، سواء كان الأمر مُتعمدًا أم لا، لكن تخيل أن العالم مكان سحري مُنعزل عن العالم مختفٍ خلف سديم لا يُمكنك أن ترى ما يُخفيه إلّا إن زرته، وبعدها يُصبح المكان معروفًا ومعهودًا، الآن تخيل أنه بدل أن تكون الشخص الذي يزور هذه الأماكن، أن تكون آن مُرشدك، وستتعرف للأماكن كلما تقدمت الرواية بتفاعلها معها.
– كيف قُدم المحتوى؟
من بداية الرواية، ستُلاحظ اعتمادًا كبيرًا على الحوارات، وقد كُنت سعيدًا بذلك، شخصية آن كثيرة الكلام، تُوصف أحيانًا بأنها ثرثارة، لكن ذلك لطبيعتها الفضولية، الحوارات ساعدت بشكلٍ كبير على إظهار ذلك، الحوارات أيضًا كانت الطريقة للتقرب لآن وطريقة تفاعلها مع الشخصيات الآخرى، بما أنها تنظر للأشياء بشكلٍ مختلف، فلا مجال لمعرفة وجهة نظرها وكيف ترى العالم دون اعتماد الحوارات، فهي تُشبه الأشياء ببعضها، وتعطي ما في العالم تسميات مختلفة، ما يُقلل قيمة الوصف بالشكل التقليدي، ويجعل أغلب الأحداث مميزة للغاية.
People laugh at me because I use big words. But if you have big ideas, you have to use big words to express them, haven’t you?
أسلوب الكتابة بسيط، الاستماع للرواية صوتيًا ممتع أيضًا بما أن السرد يتحرك بشكلٍ سريع، مرة تجد نفسك في المنزل مع آن وهي تُحظر كعكة، ومرة وهي مع صديقاتها، ومرة في الحقول أو في زيارة لشخصية فريدة من شخصيات أفونلي.
– مُلخص لما قيل
كما ذكرت، لو أردت قراة الجزء الأول (آن في المرتفعات الخضراء) والاكتفاء به فذلك كافٍ، الرواية مكتوبة بشكلٍ يجعل النهاية مفهومة، سواء أردت قراءة بقية أجزاء السلسلة أم لم تفعل، إن كُنت قد شاهدت مسلسل Netflix الأخير، فمن فضلك، لا تحكم على الرواية من خلاله، النهاية مختلفة للغاية، ما يعني أن الموسم الثاني يبتعد كثيرًا عن أحداث الرواية، والجزء الثاني من الرواية يبتعد كثيرًا عن أحداث المسلسل، وربما ذلك جيد لأنك ستسمتع بالإثنين.
الرواية خفيفة، ليست قصيرة، إلّا أنها ممتعة لمن يحب الأجواء الريفية، شخصية آن شخصية لطيفة ومكتوبة بشكلٍ جميل، وحتى كشخصٍ بالغ، من المحتمل أن تجد نفسك فيها.
– التقييم النهائي:
الرواية ممتعة، حتّى وإن كنت أجلت قراءتها بسبب معرفتي بأحداثها ومشاهدة المسلسل، إلّا أن العمل المكتوب يبقى له تأثير أكبر، جميلة، ساحرة، ومناسبة أيضًا لمن يبحث عن رواية سريعة الأحداث مع شخصية مميزة، أعطيها وسام الأنيس لاستمتاعي الكبير بها.
رغم أني قرأت الجزأ الثاني أيضًا، إلّا أن الجزأ الأول يبقى المفضل لدي، شخصية آن من شخصياتي المفضلة في الأعمال المكتوبة، والرواية كانت دافئة لتجعلها قريبة من قلبي، شخصية آن أيقضت في نفسي حب الفضول كذلك، وعندما قرأتها، كنت كثيرًا ما أسأل نفسي، هل أنا مستمتع بما فيه الكفاية بالأشياء البسيطة من حولي؟