4 دروس علمتني إياها 2022 سآخذها معي لبقية العمر
هي أربعة دروس وليس عشرة، لانّها قائمة صغيرة من دروس الحياة علّمتني إياها سنة 2022، وسأحملها معي لبقية العمر (ما إن لم يتغير شيئ فالإنسان والحياة كثيرَا التبدل والتغير). هذه الدروس الأربعة، قرأتُ عنها وسريعًا مارأيتُ أثرها على حياتي، فهي بذلك، ليس قواعدَ حياة مُشتركة، وقد لا يكون أثرها محسوسًا أو ظاهرًا عندك، ولهذا تحديدًا، هي أربعة، لأنها أربعة دروس كان لها الأثر الأكبر في حياتي خلال السنة الماضية، أمّا دروس الحياة العامّة، فكثيرة وربما لا تحتاجُ لمقالٍ إضافي لتعرفها.
إذا، سأكتب لك، بقليل من التفصيل، هذه الدروس، وسأحاول أن أجعلها تجربة مشتركة، بحيثُ إن وجدت شيئًا من نفسك فيما كتبت، أو وجد ما كتبت شيئًا منه إليك، تستخدمه أيضًا.
– أكبر انتصاراتك قد تكون معركة لم تُشارك فيها
سأضع لك هذا الدرس على رأسِ القائمة، لأنه يليق بنهاية العام وبداية الآخر، إن راجعت سنتك المنصرمة، ووجدتها خاوية وخالية من الإنجازات، فلتبدأ سنتك الجديدة بهذا: “البطل الذي يتفادى الحرب لا يحصل على نفس مقدار الثناء – قد لا يحصل عليه إطلاقًا – كما مع البطل الذي يُشارك في الحرب ويخرج منها منتصرًا”
قرأتُ في كتاب Antifragile: Things That Gain from Disorder لـNassim Nicholas Taleb وهو كتاب تجرعته على أشهر طويلة ومازلت: أن الطبيب الذي يترك مريضه يتماثل للشفاء بشكلٍ طبيعي، لا يحصل على أي ثناء عكس الطبيب الذي يجري عملية لمريضٍ للحصول على عائد مادي فقط. الثاني، قد أضاف تدخلًا بشريًا مباشرًا، يحمل معه مقدارًا من الخطأ (بسبب الطبيعة البشرية غير المنزهة من الخطأ) والتخلخل (لأنّ العملية ستُخل بعملية التعافي الطبيعي دون تدخل خارجي)، الأول، اختار الطريق الأطول رُبما، لكنه الأسلم، والأقل تكلفة للمريض.
هذا أكبر درسٍ تعلمته خلال سنة 2022، في عالمٍ مليئ بالمُغريات، البقاء بعيدًا عنها، أن تُقاومها، أن تمضي سنة جديدة دون اكتساب عادات سيئة، دون أذية أحد، هو أمرٌ مُتطلبٍ ومُستهلك للطاقة، قد يستنزف مقدارًا كبيرًا منها، دون أن تلاحظ.
يسهل أن أبيعك عبارة: أنظر ما قمت به من أجلك، بدل. أنظر لما تفاديت من أجلك.
Nassim Nicholas Taleb
إذا نظرتَ الآن للسنة الماضية، ستجد أن إنجازاتك كبيرة، بتفاديك لمعاركٍ كثيرة يقاتل آخرون يوميًا لمُحاولة الخروج منها، سترى أن سنتك الخاوية، سنة مليئة بالإنجازات التي أحيانًا، لا تدفع بك حيثُ تُريد، لكنها تمنعك من أن تُجرف إلى حيثُ لا تريد، ليس على كل النجاح أن يكون متعلقًا بانتصاراتك، يُمكن أن يكون النجاح، أنك أمضيت سنة، تعمل بجد لتصل أين تُريد، دون أن تجعل الأمور أسوأ باختياراتك.
كذلك، الدرسُ إن أخذته كما جاء في الكتاب، يعني أن الثناء قد يُعطى لمن لهم انتصارات ظاهرة فقط، خاصة في مجالات حسّاسة كالطب والسياسة، فإن كان عدد العمليات التي يُجريها طبيب كبيرة مقارنة بآخر، فربما يبحث عن ربحٍ مادي على حساب عملية تعافٍ بطيئة لا تحتاجُ تدخله. هذا وحده، كافٍ لتغيير طريقة تفاعلنا مع العالم والأشخاص.
كيف سأستفيد من الدرس؟
أوْجه ذلك كثيرة، سأثني على المعارك التي لم يخضها الآخرون، سأتريتُ إذا ما استشرتُ خبيرًا (طبيبًا أو مبرمجًا أو غيره) وأبحث بين السطور ما إن كان يُريدني أن أخرج من معركة منتصرًا أو لا أدخلها أصلًا، وكما ذكرت في البداية، أن أنظر لسنواتي، على أنها معارك لم تُخض أيضًا، احتاجت مقدارًا كبيرًا من الطاقة والموارد.
– الحدنوية/Minimalism والجوهرية/Essensialism وأمور آخرى
أشار إلي الزميل ورائد إنتائج المحتوى ومؤسس رديف (ألقِ نظرة إن كنت مهتما بالكتابة وإنتاج المحتوى) الأستاذ يونس بن عمارة، لمقالٍ رائع للمدون Salman يتحدث عن الشخص مُتعدد المهارات، وقد كان هذا المقال وتلاه بعدها كتاب Essentialism: The Disciplined Pursuit of Less لمؤلفه Greg McKeown، جزءًا من حل ما كان بالنسبة لي لفترة طويلة مشكلة صعُب عليّ التخلص منها، وقد كتبت عنها كثيرًا، التشتت بين أكثر من فكرة ومشروع ومهارة، وقد –دون أن أخطط لذلك- أصبحت الشانية، انعكاسًا لمعاناتي هذه مع تعدد المهارات والمشاريع.
اعتقدتُ في بادئ الأمر، أنه يُمكنني حل هذه المشكلة من خلال الحدونية (الحد الأدنى/Minimalism) وقد أمضيت أشهرًا طويلة أحاول معرفة طرق تطبيق ذلك، غير أنني لم أشأ تطبيق الأمر على حياتي كاملة، فجعلته حكرًا على عملي ومجالات إنتاجِ المحتوى، تخلصتُ من القوائم إلّا الضروري منها، ألغيت ما يُمكنني إلغاؤه من مشاريع، وركزت، على عددٍ محدودٍ من المهارات وحاولت توجيهها إلى ناحية واحدة، فتخليت عن صناعة المحتوى (المقاطع والصوتيات وغيرها) للتوجه لإنتاج الكتب الصوتية بشكلٍ حصري، والكتابة بشكلٍ عام لكتابة الروايات والكُتب، ولا أنكر، أنّ لكلِ ذلك فائدة، غير أنه إن لم يكن الأمر ضمن خطة واضحة، فإنها اختيارات عشوائية، تتبعُ غلبة فكرة على آخرى في وقتٍ محدد.
الجوهرية لا تعني كيف تُنجز المزيد، بل كيف تُنجز ما هو صائب (من الصائب إنجازه لأنهم مهم).
Greg McKeown
إن أردت معرفة التكملة، فهي ببساطة، أنني شيئًا فشيئًا بدأت أستعيد ما اعتبرته عيبًا، المهارات التي تُشتتني ظهرت مُجددا، والمشاريع التي ألغيت أو أوقفت، أصبحت مصدر تشويش أكبر ممّا كانت عليه وهي قائمة، فانتقلت لما غير الحد الأدنى، الجوهرية/Essensialism، وهي في جزء منها لها نفسُ معنى الحدونية، لكنها تُركز أكثر على المهم والضروري، وتأخذ بعين الاعتبار تعدد المهام وكثرة الاهتمامات.
لم أحل مشكلتي هذه حتّى الآن، فلا تتوقع إجابة نهائية لما وصلتُ إليه، لكن الدرس الذي تعلّمت، كان: أن تعدد المهام والاهتمامات ليس مشكلًا، قد لا يُحل، لكن يُمكن أن يُروض، حيث لا تركز على الحد الأدنى فقط، ولكن على المهم والضروري، وأن الشخص الجوهري، قد يضطر لتجربة مجالات كثيرة، ومهارات عديدة، قبل الاستقرار والتركيز على مجالٍ ومهارة.
الحد الأدنى، يُمكن أن يكون مفيدًا بالدخول في التفاصيل، لكنه ليس حلًّا لمشكلة أكبر، كالتشتت بين أكثر من مشروع وعملٍ ومهارة، هنا، على الحد الأدنى أن يكون جوهريًا، الحد الأدنى بمعناه العام المتعلق بالحياة يسأل غالبًا السؤال: ما هو الحد الأدنى للقيام بكذا أو امتلاك كذا؟ الجوهرية، تعتمد أسألة شخصية، فالسؤال المتعلق بامتلاك الأشياء يُمكن أن يكون: هل أحُب هذا؟ وفي العمل يتحول السؤال لشيء من قبيل: هل إن قُمت بهذا، سيكون له الأثر الأكبر تقريبي لهدفي؟
باشراك تعدد المهارات والمشاريع وغير ذلك بالجوهرية، يُمكن أن نخرج بما جاء في الكتاب: “الجوهرية ليست طريقة للقيام بشيء إضافي، إنها طريقة مختلفة للقيام بكلَ شيء”
كيف سأستفيد من الدرس؟
مازلت أعمل على تحسينِ هذا الجانب من حياتي، إلّا أنني سأنظر لما اعتبرته عيبًا بشكلٍ مختلف، تعدد المهارات والاهتمامات، قوة كبيرة يُمكن أن تُصرف وتُروض، الكف عن اعتبارها عيبًا هي خطوة أولى، بعدها، ستأتي أسألة مباشرة، ستسمح بإلغاء التشتت والتركيز ليس على الحد الأدنى، ولكن على الصائب، والصواب هنا متعلق بأهمية ما تقوم به، ما تُريد تحقيقه، وما تمتلك أيضًا، أسألة من قبيل، هل أحّب هذا حقًا؟ أمّا التشتت وفقد التركيز بشكلٍ عام، فقد يكون متعلقًا بالأساس بعدم اكتساب الوضوح، وسبق أن تحدثُ عن ذلك في إحدى مقاطعي.
– المجهود لا يضمن النتائج
بعضُ النتائج يُمكن أن يُرجعها صاحبها لخطواتٍ محددة، لقواعدٍ ثابتة، لحقائقٍ لا تُناقش ولا تستبدل، لكن، النجاح، في صوره المتعددة ليس واحدًا منها، ليس أنه لا طرقَ واضحة للنجاح، ولكن النجاح، لا يأتي بضمانة، المجهود الكبير، لا يعني بالضرورة النجاح، أو النتيجة المتوقعة، المجهود يُؤثر، إلّا أن الكثير من الأشياء الآخرى تؤثر كذلك، وكثير منها خارجٌ عن إرادتك وبعيد عن دائرة تأثيرك.
ليس درسًا جديدًا بلا شك، لكن الدرس الذي سآخذه معي، أن المجهود حتّى وإن تضاعف، ليس ضمانة لمقدار معين من النجاح، أو صورة مُحددة لذلك النجاح، قد يكون جهدك ضعفي شخصٍ آخر، قد لا يصل مجهود الآخر حتّى 1% من مجهودك، إلّا أن نجاحه أكبر، وهذا تأكيد واضح، على أنه نعم، هناك علاقة بين المجهود والنتيجة، ولكن، لا يُوجد ضمان من أي نوع، على أن ألف تُنتج باء، حتّى عندما يكون ألف يُنتج باءً، وقبل أن تتقدم في القراءة، أنا أعني، جهدًا مُخططا له، لا مجهودًا أهدر لعشوائية قرارات وتصرف صاحبه.
خلال سنة 2022، ضاعفت جهدي وغيرت خطة عملي، وأمضيتُ ساعات طويلة جدًا، محاولًا الوصول لنتائج مُحددة، كثيرٌ منها متعلق بما أنتج على الإنترنت، وحتّى إن كُنت محبطًا بسبب النتائج التي حصلت عليها والتي كانت في كثير منها نتائجًا تحمل معها استثمارًا خاسرًا للوقت والجهد وحتّى المال، كان تقبل حقيقة أنني مسؤول بشكلٍ رئيسي عن الجهد وليس النتيجة، وأن النتيجة لا تأتي مضمونة بالجهد، كان شعورًا مُحررَا.
مازال عليك طبًعا بدل الجهد ووضع الخطط، والتعلم من الخطأ، توَّقعِ النتيجة، لكن لا تعتقد أن التوقع ضمانٌ على ضرورة تحقق النتيجة كما توقعتها أو ارتباط النتيجة دائمًا بالجهد، صحيح أن بعض القواعد في العالم ثابتة، الفيزياء والكيمياء، لا يُمكنني أن أغلي أو أجمد الماء تحت درجات مُحددة وأتوقع نتيجة مختلفة عمّا هي عليه قوانين الأرض، النتيجة هنا متعلقة بالفعل، لكن مع النجاح، النتائج مرتبطة بالفعل بلا شك، الشخص الذي يتمرن يحقق نتائجًا، لكن المجهود أثناء استثماره وصرفه، لا يضمن تلك النتيجة.
لتفادي اللُبس، الدرسُ هنا غبر متعلق بالعلاقة السببية بين العمل والجهد ونتيجته، بأن العمل عندما تقوم به، لا يضمن النجاح (النتيجة يمكن أن تكون أفضل بكثير من مقدار الجهد المبذول دونما سببٍ واضح يُمكن أن يتكررّ بشكلٍ واضح لتكرار نفس النجاح). وسأزيدك على هذا درٍسًا صغيرًا تذكره، غالبًا، ستتكاسل بخصوص ما لا يجلب لك الراحة، الإطمئنان، السعادة، الرضى. ما يُسبب لك الضغط، غالبًا ستتكاسل بخصوصه، فالبحث عن دفع التكاسل والخمول والتماطل، قد لا يكون متعلقًا بأنك شخص كسول ومتماطل، بل عليك البحثُ على الجانب الآخر، هل ما أقوم به يدفعني لأماطل؟ وبالتالي، ما تجد صعوبة لتأديته، سيُكلفك مخزونًا إضافيًا من الطاقة.
كيف أستفيد من هذا الدرس؟
بتوجيه العمل ناحية النتائج التي أُريد، فإذا تحقق النجاح كما أرجوه، فذلك جيد، أمّا إن لم يتحقق، فأنا غير مسؤول إلّا على نوع الجهد والسبب المُفضي للنتيجة، يمكنني دراسة ذلك، تعديل الخطة وتحسين الخطوات، لكن لا يُمكنني أن أيأس أو أستسلم لمجرد أن النجاح لم يكن كما أريد، فجهدي لا يضمن لي نتيجة محددة، وأيضًا، العمل المُتعب والمرهق فيما يصيبني بالتماطل والتكاسل، قد يعني أنه يُفضل ترك هذا العمل أو تفويضه أو تغييره (حسب الممكن) بدل البحث عن طريقة للتخلص من التكاسل والتماطل.
– بعضٌ من أكبر انتصاراتك بلا أثر.
انتقلت منذ سنوات عديدة لبرنامج مكافحة فيروسات مدفوع، بعدما كُنت أستخدم برامجًا مجانية (تؤدي دورها بشكلٍ جيد كذلك) وقد كانت هذه واحدة من الاستثمارات التي علمتُ أني بحاجة إليها لحساسية المواقع والملفات التي أتعامل بها بشكلٍ مستمر كشخص مستقل، بين الحصول على مستحقاتي وتحميل ملفات العملاء وتخزين وئاثق المعاملات وغيرها، لكن، لم ألقي لهذا الاستثمار بالًا لحرصي الشديد على استخدام البرامج الأصلية أو المجانية الموثوقة، والتأكد من تصفح الإنترنت بعيدًا عن المواقع المشبوهة.
لكن، بشكلٍ ما، وجد برنامج من برامج الفدية طريقه لحاسوبي، دون تحميلي لأي ملف أو استخدام أي برنامج مشهور، فيروس الفدية يقوم لمن لا يعرف بتشفير كامل ملفات الحاسوب أو أجزاء منها حسب ما وصل إليه، ويبقي لك ملفًا مكتوبا يشرح لك كيف تتواصل مع المُخترق لدفع الفدية لاسترداد بياناتك عبر مفتاح خاص يقوم بإعادة فك تشفير كل شيء.
لحُسن حظي، أوقف مضاد الفيروسات خاصتي اتصال الفيروس بالخوادم التي تقوم بعملية التشفير، وقام بحذفه، رغم أنني اضطررت للقيام بعملية فحص كاملة ووجدت بعد معاينة أن متصفحي قام بتثبيث إضافة على أنها إضافة جوجل للترجمة، التي أمتلك مسبقًا.
لولا امتلاكي لمضادر فيروسات، ولولا أنه مُحدث وأصلي، لضاعت عشرات من الملفات المهمة، وربما أقل ضرر كان ليحصل أنني كُنت سأضر للتأخر في إنهاء ما علي من عمل، والاعتذار لعملائي، وطبعًا، تثبيث بيئة العمل مجددا وما أستخدم، ولعلّ هذا المثال مُرتبط بالشائع: الوقاية خير من العلاج، لكن سأربطها بغير ذلك، بعضٌ من أكبر انتصاراتك في الحياة، شبحية، لا تظهر، أو تظهر بعد وقتٍ طويل، أو في مواقفٍ محددة ومعينة، لكن مثل ما حصل معي، استثماري في مضاد فيروسات لسنوات عديدة، لم تكن له تلك الفائدة إلّا بعد سنوات من الاستخدام.
الكثير من أثمن استثماراتك، قد لا تكون لها نتيجة، عليك الإيمان فقط بأنه استثمار حسن، وأن تُبقيه، الوقت، قد يُظهر قيمة ذلك الاستثمار كما حصل معي مع مثال مضاد الفيروسات، لكن أحيانًا، بعض الاستثمارات تفضي لانتصارات لن تعلمها، دعني أربط لك ذلك بمثالٍ واضح، استخدام خيط الأسنان، إذا كانت صحة أسنانك جيدة، فقد يبدو استخدامه بلا أثر، في حين، أنه يقيك من الأسوء، المشكلة فقط، أنه لا يُمكنك معرفة إلى أي حدٍ ساهم هذا الفعل، بالحفاظ على صحة أسنانك، الأمثلة التي يُمكن أن تضرب كثيرة، واقٍ شمي، شرب كفايتك من الماء، يُمكن أن تجد لها أثرًا الآن، لكن، حتّى إن لم تفعل، قد تكون من أثمن استثماراتك.
ربما المثال المتعلق بالصحة أعلاه، متعلق بشكلٍ أكبر بالوقاية، لكن، مثالٌ آخر ربما يقربك من هذا الدرس، تعلّم الإسعافات الأولية أو طرق النجاة، قد لا تكون لها فائدة، ليس الآن، ولا مستقبلًا، لكن، إذا وظفتها في وقتٍ كنت بحاجة شديدة لها، فتأكد، أنك ستنظر إليها على أنها من أثمن استثماراتك وأكبر انتصاراتك في الحياة، أثر بعض الأشياء، لا يظهر، لكن لا يعني أنه غير موجود.
كيف أستفيد من هذا الدرس؟
لا نتحدث عن الوقاية هنا فقط، لكن أحيانًا، عليك أن تقوم بما لن تجد له أثرًا الآن، وقد لا تجد له أثرًا مستقبلًا، سأستفيد من تجارب الآخرين فيما يتعلق بانتصاراتهم، فإذا كان ممكنًا أن استثمر مثل ما استثمروا سأفعل، سأركز أكثر أيضًا على مالا يظهر أثره لكنه موجود، هذه، قد تكون أكبر انتصاراتي في الحياة، من عادات صغيرة كالتمدد وشرب كأسٍ إضافية من الماء، لتعلم مهارات قد لا أرى لها نفعًا الآن.
كانت هذه أهم أربعة دورس تعلمت خلال سنة 2022، وسأحملها معي في زادي لما تبقى لي من العمر، قد تكون مفيدة لك، قد تختلف بلا شك مع بعضٍ مما فيها، فالدرس قد يُلقن دون أن يُستفاد منه، لكن عندي أمل أنه ما في هذا المقال قد يجعلك تسأل أسئلة قد تعلّمك إجاباتها أكثر ممّا كتبت هنا، وقد يحمل ما بين السطور، أكثر ممّا حاولت كتابته بتفصيل.
درسٌ إضافي:
هي أربعة دروس نعم، لكنها كُتب وأشخاص ومواقف، ستجد أن الحياة، تُعلمّك شيئًا في كل خطوة ومرحلة، فاستفد منها، هذا مبدأ من مبادئ العلم الذي نتشاركه، وكذلك من معالم هذا العالم الذي يتخصص فيه كل منّا (أو لا يفعل أعزائي متعددي المهارات 🙂 .
ℹ هامش:
أيقونة صورة المقال: Study stickers created by kerismaker – Flaticon