الحدس – بداية رحلتي للتخلي عن التخطيط واتباع همس حدسي (00/60)
تجربة شخصية - مقال 1
يُقال أنه إن كنت تقوم بكل شيء بالشكل الصحيح ومع ذلك لم تحصل على نتيجة، فإنك تقوم بالشيء الخطأ بشكلٍ صحيح، قد لا تبدو المقولة واضحة، إلّا أنه بالنظر إليها، ستُدرك أن ما فيها حقيقة، فأن تعتقد أن ما تقوم به هو الصحيح، لا يعني أنه صحيح حقًا ما إن لم تكن له نتيجة، والأمر الخاطئ هنا ليس إشارة لكونه أمرًا سيئًا طبعًا ومن المهم أن نُحدد ذلك، فقد يكون التدرب على مهارة معينة أمرًا جيدًا، لكن المهارة قد تكون بلا فائدة إن لم تكن متصلة بهدفٍ ترغب بالوصول إليه.
> اقرأ أكثر عن الحدس | هذه هي الطريقة التي سأتبع في هذه الرحلة.
– بداية رحلة اتباع همس حدسي
لمدة ستين يومًا، أي شهرين كاملين، سأحاول أن أعتمد على قدرة دماغي على جمع وتحليل البيانات واتخاذ القرارات في القسم اللاواعي منه، وسأراقب ما سيحصل، مدة كهذه قد لا تبدو طويلة، إلّا أنها كذلك بالأخذ بعين الاعتبار أشياء كثيرة، حياتي تعتمد على روتين واضح ومُحدد، أنا أستخدم الكثير من القوائم والأهداف المكتوبة، وأحاول أن أخطط لكل شيء أقوم به وإلّا طاله النسيان، وبعدها أحاول تحليل كل البيانات التي حصلت عليها للخروج بنتيجة، إلّا أن لدي مشكلتين، ومن المهم أن أتحلى بالصدق عند الحديث عمّا أنا مقبل على القيام به خلال الستين يومًا هذه.
– حياتي لا تعمل بالشكل الذي أريد: أنا أشتغل كشخصٍ مستقل، ورغم ما أقوم به وكمية الجهد الذي أضع فيه، أجد أنني لا أصل للأهداف التي أطمح إليها، وكشخصٍ يرضى بالقليل في الغالب، فإن الجهد الذي أستثمر في كل شيء أقوم به لا أحصل منه على نتائجٍ يُمكنها أن تجعل التأثير الذي أحدثه كبيرًا، وهذا يؤكد لي وبلا شك أن هنالك شيئا أو أشياء تجعل نجاحي بسيطًا ومحدودًا، والرضى عن ذلك ليس مبررا لئلا أبحث عن الحصول على النجاح الذي أشعر أنني أستحقه، فإن كنت أزرع الكثير وأهتم بالزرع، فإنني لا أحصد إلّا القليل ممّا زرعت، ولا أنتفع سوى بجزء بسيط منه.
– أنا مشتت للغاية: إنها طبيعة لطالما حاولت التخلص منها، وكل القوائم التي أملك تُساعدني على ذلك، بالتخلص منها سيكون التشتيت أكبر بلا شك، إلّا أنه لم أشعر قبلًا بما أشعر به حاليًا برغبتي في تغيير ما أقوم به ليكون أثري واضحًا، لدي هوايات مختلفة واهتمامات كثيرة، وكلها أحبها وقريبة لقلبي، وما إن أتخلص من واحدة إلا وأشعر بالنقص، الكثيرون يرون أن ذلك نعمة، خاصة أنني وجدت حبًا كبيرا في مشاركة ما أتعلم وموقع شانية واحد من الطرق لفعل ذلك، إلّا أن كل هذه الاهتمامات والمهارات تُشتتني بشكلٍ كبير، فلا أعطي لأي واحدة منها حقها، وقد بحث قبلًا عن طريقة تجعلني أحافظ عليها، ولعلي وجدت طريقة جيدة بالربط بين المشاريع التي أعمل عليها، فحبي للتعليق الصوتي والتعليم والكتابة ارتبطت كلها معًا لتُشكل برنامج موانع، وأنا أحاول فعل الشيء نفسه مع بقية الأشياء التي أقوم بها، إلّا أنني بجاجة لفعل أكثر من ذلك.
إن كنت تقوم بكل شيء بالشكل الصحيح ومع ذلك لم تحصل على نتيجة، فإنك تقوم بالشيء الخطأ بشكلٍ صحيح
وقد أضيف لما قيل شيئا آخر، أنا أحصر نفسي في منطقة مُحددة، نعم كل هذا التخطيط مفيد، إلّا أن المجال التي أتركه للتجارب الجديدة محدود، والدماغ يُركز على ما تركز عليه، وبما أنني أضع الأهداف وأحدث عليها على الدوام، وأكتب المهام وأركز على نوعية مُحددة من المشاريع رغم أنني أنتقل بين الكثير منها، إلّا أنني أطلب من دماغي بهذا الشكل أن يُركز بشكلٍ حصري على هذه الأشياء، هذا أمر جيد، وأنا متأكد أنني أحقق أضعاف ما يُمكن أن أحققه بلا قوائمٍ وتخطيط وتحليل، إلّا أن الاستماع لصوتي الداخلي ومراقبة أحاسيسي عند القيام بهذا الفعل أو ذلك يُمكن أن يُساعدني كثيرًا على تطوير مهاراتي والتركيز على المهم منها، والذي يُمكن أن ينقلني لمستوى أعلى، أنا هنا أخرج لأول مرة من دائرة ما هو معروف لي، فالروتين الممل والعشوائية التي هربت منها في حياتي، وقعت فيها من جديد بشكلٍ مختلف، واعتماد الحدس وأحاسيسي وقدرات دماغي لفترة طويلة كشهرين، من شأنه أن يُغير الكثير، وأنا متحمس لرؤية النتائج.
إن شئت، يُمكن أن ترافقني في هذه الرحلة أيضًا، أو ابق قريبًا مني ومن شانية، هنالك أكثر من طريقة لفعل ذلك، عبر النشرة البريدية أو مواقع التواصل الاجتماعي، وسأحاول على قدر الإمكان كتابة تحديثات بخصوص هذه التجربة، وفي النهاية سأكتب لك بشكلٍ صريح ما تغير وما لاحظت، ستكون تجربة صادقة، مختلفة ربما، لكن أعلم أنه قد تكون لها فائدة كبيرة.
إن أردت أن تُشاركني الرحلة، أو تبدأ واحدة في أي وقتٍ قرأت فيه هذا المقال، فقد فصلت على قدر الإمكان الطريقة التي سأعتمد، علمًا أنها هي الآخرى مبنية على حياتي، وتُناسب ما أقوم به، ومن قواعد التغيير أن تُغير على كل شيء بشكلٍ يتناسب مع حياتك.
أراك قريبًا 🙂