مراجعة رواية: دفاتر دون ريغوبيرتو
دفاتر دون ريغوبيرتو للمؤلف ماريو بارغاس يوسا
يقال بأن جل ما كتب بأمريكا اللاتينية جدير بأن يلتهم، حتى الآن فهذا الحكم الجازم لمحبي الأدب لم يثبت لي سقوطه، بل ازدادت قناعتي به أكثر مع قراءة الجزء الثاني لامتداح الخالة “دفاتر دون ريغوبيرتو ” لكاتبها البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا.
⚠ تُعبر هذه المراجعة عن رأي كاتبها وقد تختلف في التنسيق عن مراجعات الموقع الرسمية.
– معلومات الكتاب (نسخة المراجعة)
– الكتاب: los cuadernos de don rigoberto
– النسخة العربية: دفاتر دون ريغوبيرتو
– النوع: واقعية
– النوع الفرعي: الواقعية الاجتماعية
– الأدب/المصدر: البيروفي – بيرو
– تأليف: ماريو بارغاس يوسا
– ترجمة: صالح علمان
– عدد الصفحات: 382
– دار النشر: دار المدى
– تاريخ النشر: 2014 النسخة الثانية
– الكتاب على Goodreads: عربية | إنجليزية
– ابحث عن الكتاب: جملون | نيل وفرات
تابع مراجع هذه الرواية عبر الضغط على الصورة:
– لمحة عن الكاتب ماريو بارغاس يوسا
خورخي ماريو بيدرو بارغاس يوسا، يشتهر باسمه الثلاثي “ماريو بارغاس يوسا”، وهو كاتب وصحفي وأستاذ جامعي بيروفي، بموهبته الفذة وكتاباته المتنوعة المواضيع حاز شهرة عالمية قلما حظي بها غيره من كتاب حركة الازدهار الأدبية لدول أمريكا اللاتينية.
تتويجا لسنين العطاء الأدبي، ولمساره الحافل بالإبداع نال يوسا جائزة نوبل للآداب سنة 2010 “لتصويره النير لمقاومة الفرد وثورته وهزيمته” كما عبرت عن ذلك لجنة نوبل.
– ملخص الرواية
تعد رواية “دفاتر دون ريغوبيرتو” امتدادا لرواية “امتداح الخالة”، إلا أنه يمكن قراءتها باستقلالية عنها، فقد تكون الشخصيات الأساسية هي ذاتها (ريغوبيرتو -لوكريثيا- فونشيتو- والخادمة خوستينيانا) في كلتا الروايتين، إلا أن عوالمهما نوعا ما مختلفة.
شرح الكثير عن الكتاب من شأنه أن يفسد فضول الاكتشاف ومتعة القراءة المرجوة من خلال اكتشاف دسائسه وأحداثه التفصيلية، غير أنه يمكن التعويض عن الأمر بتقديم فكرة تقريبية عن فحواه:
يصف الكتاب حياة رجل التأمين دون ريغوبيرتو، الذي يمضي قدما في تشييد عالمه الخاص إلى جانب حياته العملية الرتيبة، وهو عالم يظهر فيه بوضوح الهوس بالأدب والجمال والفن إضافة إلى الجنس والحب، هاته المعطيات هي أساس الرواية، وكل موضوع آخر ضمن الكتاب قد سخر لخدمتها.
لكن من الصحيح أيضا أنه لولا محظورات الأديان وخطاياها وروادعها الأخلاقية،لما كانت الرغبات الجنسية قد وصلت إلى الرقي الذي بلغته في بعض العصور ص: 173
سرعان ما نكتشف عبر الرواية تعاسة ريغوبيرتو مقارنة بما كان عليه ضمن “امتداح الخالة”، فعالمه أصبح مهجورا كقفر دون محبوبته لوكريثيا -التي انفصلت عنه لسبب معروف لمن قرأ الجزء الأول-,وهو في تعاسته هاته يمضي الساعات الطوال غارقا في مكتبته، يلهب مخيلته بذكريات “الفانتازيا” التي يتداخل فيها الواقعي بالعجائبي والمتخيل، بحيث يصبح الفاصل بين المتناقضات دقيقا وبالكاد يلمح!
أما فونشيتو طفله الصغير، الذي وسمه يوسا بالبراءة والخبث في آن، فما يلبث أن يجد فرصة حتى يلج منزل زوجة أبيه ويلح عليها بطلبات تبدو أبعد من أن تصدر عن طفل في مثل عمره!
كما أنه يمضي في سعيه الحثيث –بخبث شيطان صغير- لإصلاح ما أفسده بين والده وزوجة أبيه، فهل ستمكنه لوكريثيا من ذلك؟؟؟!
– نصائح لقراءة أفضل
تبدو الرواية كقطعة “بورنوغرافية” خاصة لمن يعانون من “حساسية أخلاقية مفرطة” إزاء كل ما تفوح منه رائحة “الجنس” هذا الإسقاط الأخلاقي غالبا ما يقف عائقا أمام فهم أفضل للإبداع الأدبي والفني عامة.
أعارض فرض قواعد مؤسساتية للمشاعر والإيمان،ولكنني أؤيد المشاعر والإيمان،وأبقى على هامش الكنيسة، ولكنني أشعر بفضول وحسد اتجاهها ص: 174
لذلك أقول فلتقرؤوا الكتاب بعقل محب للأدب لا بقلب قديس أو معمم ممن يقيمون المحاكمات لكل زحزحة بسيطة عن المألوف والعرف، ويصلبون الأدب على أعمدة الأخلاق وزيف التقية.
نصيحة أخرى من أجل قراءة سلسلة، إن وجدتم الرواية بترجمة الكبير صالح علماني -الذي غادر عالمنا هاته السنة (2019) رحمه الله- فذلك أفضل.
– تقييم الكتاب
⚠ هذه المراجعة من كتابة زكرياء، وتُعتبر مشاركة خارجية لذا لايخضع التقييم لطريقة تقييم الكتب على موقع شانية.
الكتاب من أفضل عشرين رواية قرأتها، بدون تردد أمنحه 4.5/5 كتقييم نهائي.