ممّا قرأت: الخيميائي

رواية الخيميائي تعتبر من روايات البحث عن الذات ولكن بقالب وفكر مختلف بعيداً عن هزل التنمية البشرية :  “أيقظ الديناصور الذي بداخلك، أو كل الضفدع الصغير قبل الكبير.”

نظرة عامة على رواية الخيمائي:

رواية بسيطة خالية من أي تعقيدات، مناسبة للقارئ المبتدئ تحظى بشهرة واسعة بين الشباب؛ لأنها تصف مرحلة حرجة بقدر أهميتها في حياتهم مثل: الهوية، والمستقبل.

الرواية فيها عمق غير معقد، فهي مزيج من التنمية البشرية المعتدلة، فلسفة، ترحال، تراث، وتشويق، وبالتأكيد طبعاً الحب – وقصة الحب خفيفه وعميقه داعبت أوتار قلبي وبثت فيه الشوق والحنين للتراث العربي.

نظرة ثاقبة على الرواية:

خصائص فنية: بشكل عام الرواية فقيرة أدبياً، ولكن هذا لا يعني عدم وجود الحبكة والسرد واللغة الجوانب الثلاث لا غبار عليها بالنسبة للقارئ العادي لأنها خالية من أي مبالغة،. أما إذا كنت قارئًا متمرسًا ولديك ذوق فني مكتسب من قراءت لكتّاب آخرين  فاعتقد أن فنيات هذه الرواية قد لا تروق لك. بالنسبة لي أنا أرى فنياتها متواضعة تماشياً مع رسالة الكاتب.

أيضاً من اللمسات الفنية التي تحتسب للكاتب، إختياره لبيئة أحداث النضوج (الصحراء) وقد كان ذلك موفقًا. أما الوصف فشحيح، وإن كنت من قراء الشعر العربي سترى وصف الكاتب لهذه الصحراء “هراءات” و”خزعبلات” لا تليق بمستوى شهرة العمل.  ولو أنه عربي يكتب وصفًا كهذا عن الصحراء لكانت كارثة بحق. – في الحقيقة أنا أعذره كونه كاتب أجنبي- على الرغم من أنه قدم لمسات إيجابية عن التراث العربي والإسلامي، لكنه لم يوفق في وصف الأماكن والمنازل.

من يقول أن الرواية مملة، حسناً الناس أذواق، بالنسبة لي لم أجد هذا الملل فالرواية صغيرة الحجم، ورواية ترحال، لم أجد فيها شيئًا يدعو للملل. ولكن قلة الوصف والتفصيل فيها كانا عائقين في الاندماج مع الشخصيات بسرعة خصوصًا أن الرواية قصيرة. الوصف هو وقود خيال القارئ، وهذه المرة لم يكن ممتاز ستشعر أن الكاتب يقطر عليك بقطارة -رجل اقتصادي- .

دروس مستنبطة:

للنضوج ثمن، يدفع بعملة المعاناة فقط، والتي تحصل عليها، من السعي ومواجهة الصعاب في سبيل ما تحلم به . . البطل في هذه الرواية راعٍ، راعٍ حالم، وليس عالم، فحْلم بما شئت وإن شاء الله لن يخيب ظنك.

التركيز على الحاضر وعيشه كما ينبغي ركيزة أساسية في سعادة الإنسان.