مراجعة رواية: The Devil in Gray
بالنظر لمجموعة كتب التحقيق التي قرأت، فهي قليلة جدا، وإن كانت هنالك اقتراحات معروفة بين محبي هذا النوع فسيكون لأغاثا دائما حضور كبير، لكن تجاربي مع هذا النوع لم تشدني بشكل كبير لأنني ببساطة غير متعلق بالأعمال التي تتحدث عن الجرائم وغيرها، لكن The Devil in Gray كانت استثناء لأنها تحمل بعض الأشياء التي تجعلها مختلفة.
– معلومات الكتاب
– الكتاب: The Devil in Gray
– نسخة المراجعة (فرنسية): Le Diable en gris
– النوع: رواية رعب – خيال – تحقيق
– تصنيفات ثانوية: خوارق – دموية – جريمة
– الأدب: الاسكتلندي
– تأليف: Graham Masterton
– ترجمة: غير متوفرة بالعربية
– عدد الصفحات: 350 (النسخة الفرنسية)
– دار النشر: Milady
– تاريخ النشر: 2004 (تاريخ أول نسخة)
– الكتاب على GoodReads: فرنسية | إنجليزية
– المُحتوى
مُختلفة بشكل كبير عن روايات التحقيق البوليسية، تأخذ الرواية بعدا خياليا، القارئ سيُتابع الشرطي ديكير مارتان، في محاولته لكشف الغموض الذي يحوم حول جريمة قتل أقدم عليها قاتل لم يُبقي أي دلائل في أرض الجريمة.
تنطلق الرواية بوصف جريمة قتل بشعة لزوجٍ محب يُخطط لحياته المستقبلية، والقاتل؟ مجهول، كذلك هي دوافع القتل، لكن الأمر الأكثر غموضا أن هذا القاتل لم يترك أي أثر في أرض الجريمة، جاعلا من المستحيل الحصول على رأس الخيط.
تتابعون تحركات ديكر الذي لا يخجل من التلاعب بالأوامر والخروج عن دائرة القانون بالحصول على المعلومة من العصابات والشخصيات التي يلتقيها، ليجد نفسه بين قضية قتل معقدة، تلاعبٍ بالموت والسحر، وعالم العصابات الذي لا يرحم، بل الأكثر تعقيدا من ذلك كله أن كل شيء في القصة مرتبط ببعضه البعض يجعل القصة مثيرة للاهتمام.
– تحليل المُحتوى
الأحداث لا تدور حول قاتل مجهول وحسب، وإنما لا يجري التحقيق في أرض الحدث كما في روايات أغاثا كريستي حيث تضع الكاتبة أكثر من شخصية مُشتبه بها والعديد من الدلائل التي يتم الربط بينها في النهاية لإيجاد الحل، هنا لا وجود للقاتل ولا للأدلة، لكن الجريمة موجودة، تُوصف أمام القارئ، لكنها غامضة، ما يعني أنك ستكون شاهدا على الجريمة، وعلى ما يحصل بعدها، لكن لن يكون بإمكانك افتراض شيء إلا بتقدم ديكير، وكأنك زميل له في العمل.
تعرض الرواية تنوعًا جميلا في الشخصيات، من الشرطة، العصابات وبعض الأشخاص الذين يساعدون ديكير من وقتٍ لآخر أو بشكل متكرر، الأحداث مرتبطة بهم، لذا لهم أهمية كبيرة في الرواية، وهنالك اتزان بين التحقيق والجرائم التي تقع ضمن أحداث الرواية.
الرواية تنتهي بشكل مختلف بالكامل عن الشكل الذي تنطلق به، وبعض الأحداث أضعفت الحبكة، لكن من حسن الحظ أن جودة الرواية لا تضعف كثيرا بالوصول للنهاية، شخصيا كنت أفضل لو أنها انتهت بشكل مختلف بعض الشيء، لكنها تظل نهاية مرضية.
– كيف قُدم المحتوى؟
الكاتب تلاعب في الرواية بالسرد والوصف، مع حوارات بعضها جدي، بعضها يُساعد على فهم الأحداث، كخروج واحدة من الشخصيات بافتراض مُعين، فيتم شرح الافتراض على لسانها، وحوارات كوميدية، شخصية ديكر ليست جدية أبدا، وتُساعد على كسر روتين الرواية السوداوي، لست محبا كبيرا لشخصية الشرطي “الرائع والساخر” لذا لم أتعلق كثيرا بشخصية ديكر.
مشاهد القتل في الرواية فُصلت بشكل كبير، فيتحدث الكاتب عن الأعضاء التي وصلها الضرر بتفصيل كبير، هذا التفصيل تجاوز ذلك ليشمل المشاهد الإباحية، لا يوجد تلميحات وإنما مشاهد صريحة، وأحيانا تتداخل مع أحداث رئيسية، ما جعل مهمة تجاوزها أمرا صعبا، لكن بالقليل من التركيز يُمكن فهم سياق النص، تجاوزها وفهم كل شيء بسهولة.
الجميل في الوصف أنه يُستخدم عندما تكون هنالك غاية من استخدامه، الشخصيات المهمة تحصل على صورة موصوفة بتفصيل كبير، الشخصيات الثانوية بدرجة أقل، وكلما انخفضت درجة الشخصية لم يعد هنالك حاجة للوصف.
الكاتب ليس مبتدئا، والرواية مُتنوعة، فلا تسير على نمط مُعين، تحقيق، حوارات مُشبعة بالتفاصيل، مشاهد عنيفة ومشاهد أكشن، هذا إضافة للجانب الخيالي الذي أعطى الرواية بُعدا مُختلفا، وحتى هذا الجانب قد قُدم في قالب تاريخي ممتع، تحتاج للقليل من التركيز لتفهم كل شيء، لكن الرواية غير معقدة ولا هي تُحاول أن تكون كذلك.
– خلاصة المراجعة
إنسى ما تجده في روايات التحقيق، الأمور هنا مُختلفة، فساحة التحقيق ضخمة، والأدلة منتشرة في كل مكان دون أن يكون لها تواجد في مسرح الجريمة، فلا يمكنها أن تشبع من يبحث عن الحبكات الذكية التي تُحاول أن تشتت انتباهك بعدد الشخصيات المشتبه بها والأدلة، لكن يمكتها أن تُشبع من يبحث عن الحبكات الذكية التي لا تترك لك مجالا لتفترض أي شيء.
هذه الرواية كانت كافية لوضع الكاتب على خريطتي، رواية تحقيق ببهارات من روايات الرعب والخيال، من يقول لا؟
– التقييم النهائي
